قفزت رهانات المستثمرين على ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عقد، مع اتساع الفارق بين عقود خيارات الشراء والبيع على خام برنت، متجاوزا حتى المستويات التي سجلت عقب اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية عام 2022.
وتصاعدت المخاوف من استهداف البنية التحتية لتصدير النفط، إلى جانب احتمالات تدخل أميركي مباشر في الصراع الإسرائيلي - الإيراني، دفع بأسواق الخيارات نحو موجة تقلب حادة وزيادة غير مسبوقة في أحجام التداول، وسط أسعار تقترب من أعلى مستوياتها منذ يناير.
وارتفعت أسعار النفط في تعاملات أمس، بعدما أنهت الجلسة السابقة على زيادة بأكثر من 4% وسط مخاوف من أن يؤدي الصراع الإيراني - الإسرائيلي إلى تعطيل إمدادات، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 19 سنتا بما يعادل 0.25% إلى 76.64 دولارا للبرميل، وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 23 سنتا أو 0.31% إلى 75.07 دولارا للبرميل.
ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أول من أمس، إيران إلى «الاستسلام غير المشروط» مع دخول الحرب الجوية بين إيران وإسرائيل يومها السادس. وذكر 3 مسؤولين أن الجيش الأميركي ينشر المزيد من الطائرات المقاتلة في المنطقة لتعزيز قواته. وقال محللون إن السوق قلقة إلى حد كبير من تعطل الإمدادات في مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله خمس النفط المنقول بحرا في العالم، فيما اصطدمت ناقلتا نفط قرب المضيق، مما أدى إلى اشتعال النيران فيهما، وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية قد حذرت من ان التداخل الإلكتروني يؤثر على أنظمة الملاحة في السفن.
وتنتج منطقة الشرق الأوسط نحو ثلث الإمدادات العالمية من الخام، ما يعني أن أي تصعيد أوسع قد يدفع الأسعار إلى مزيد من الارتفاع، وقد أحدثت المواجهة بين إسرائيل وإيران اضطرابا في الأسواق العالمية، إذ اتجه المستثمرون نحو الأصول الآمنة مثل الذهب، وقفزت تقلبات أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاث سنوات.
كما سجل فارق العقود القريبة لخام برنت ارتفاعا حادا، في إشارة إلى تنامي المخاوف من تقلص الإمدادات، كما سجلت عقود الخيارات ارتفاعا في حجم الرهانات على صعود الأسعار، بوتيرة تفوق ما شهدته الأسواق عقب الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.
وتتركز المخاوف الأكبر في سوق النفط على «مضيق هرمز»، رغم عدم وجود مؤشرات حتى الآن على أن إيران تسعى إلى تعطيل حركة الشحن عبر هذا الممر المائي الضيق. ويمر نحو خمس الإنتاج اليومي العالمي من الخام عبر المضيق الواقع عند مدخل الخليج العربي، بما في ذلك صادرات السعودية.