ما إن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس أن شن ضربات «دمرت بشكل تام وكامل» ثلاث منشآت نووية في إيران، مهددا بالمزيد من الهجمات إذا لم تسع طهران إلى السلام حتى توالت ردود الفعل الدولية المحذرة من خطر يهدد السلم والأمن الدوليين.
وفي هذا السياق، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء استخدام الولايات المتحدة للقوة ضد إيران والتي طالت ثلاث منشآت رئيسية في البرنامج النووي الإيراني، واصفا هذه الخطوة بأنها «تصعيد خطر» في منطقة هي أصلا على حافة الهاوية و«تهديد مباشر» للسلم والأمن الدوليين.
وحذر غوتيريش في بيان صحافي أمس من خطر متزايد بأن يخرج هذا الصراع عن نطاق السيطرة بسرعة مع عواقب كارثية على المدنيين والمنطقة والعالم.
ودعا الدول الأعضاء إلى خفض التصعيد والالتزام بتعهداتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأخرى للقانون الدولي.
وحث الأمين العام على تجنب «دوامة الفوضى» في هذه الساعة الحرجة، مشددا على أنه لا يوجد حل عسكري، وأن الديبلوماسية هي «السبيل الوحيد للمضي قدما والأمل الوحيد هو السلام».
من جهتها، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أمس إلى «تفادي مزيد من التصعيد»، مشيرة إلى أن كبار ديبلوماسيي التكتل سيبحثون الوضع اليوم.
وكتبت كالاس على منصة إكس «لا يجب السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، لأن ذلك سيشكل تهديدا للأمن العالمي».
ودعت «كل الأطراف إلى التراجع خطوة إلى الوراء، العودة إلى طاولة المفاوضات وتفادي مزيد من التصعيد». وأضافت أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون الوضع اليوم الاثنين.
بدورها، حذرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش، من أن التصعيد العسكري في الشرق الأوسط يهدد بـ«حرب تداعياتها لا رجعة فيها».
وقالت ميريانا سبولياريتش في بيان إن «تكثيف العمليات العسكرية الكبرى في الشرق الأوسط وتوسيع نطاقها يهددان بإغراق المنطقة والعالم في حرب تداعياتها لا رجعة فيها».
وتعقيبا على الضربات الأميركية غير المسبوقة على ايران، دعت سبولياريتش إلى تجنيب المدنيين والطواقم الطبية.
وقالت «لا يمكن للعالم أن يستوعب حربا غير محدودة. احترام القانون الدولي الإنساني ليس خيارا، بل هو واجب. يجب تجنيب المدنيين الأعمال الحربية».
وأكدت وجوب السماح للفرق الطبية وفرق الإسعاف بالقيام بعملها الأساسي بأمان، بما في ذلك طواقم جمعية الهلال الأحمر الإيراني وهيئة الإسعاف الإسرائيلية «نجمة داود الحمراء».
وقالت سبولياريتش إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تنشر فرقا في إيران وإسرائيل وتعمل على تعبئة طواقم وإمدادات لتلبية الحاجات المتزايدة.
لكنها لفتت إلى أنه «لا يمكن لأي استجابة إنسانية أن تحل محل الإرادة السياسية في إعطاء الأولوية للسلام والاستقرار والأرواح البشرية».
هذا، وأعربت فرنسا عن قلقها بعد الضربات الأميركية، داعية «الأطراف إلى ضبط النفس لتفادي أي تصعيد من شأنه أن يؤدي إلى اتساع رقعة النزاع»، في رسالة نشرتها وزارة الخارجية الفرنسية على إكس.
وأكدت باريس «قناعتها بأن التسوية المستديمة لهذه المسألة تمر عبر حل بالتفاوض في إطار معاهدة منع الانتشار النووي»، مشيرة إلى أنها «لم تشارك في هذه الضربات ولا في التخطيط لها».
وأعربت تركيا عن «قلقها الكبير» حيال «التداعيات المحتملة» للضربات الأميركية. وقالت وزارة الخارجية في بيان إن «تركيا تعرب عن قلقها الكبير إزاء التداعيات المحتملة للهجوم الأميركي على منشآت نووية للجمهورية الإسلامية الإيرانية»، معتبرة أن التطورات الحالية قد تؤدي «إلى تصعيد الصراع الإقليمي إلى مستوى عالمي».
بدورها، أعربت سويسرا عن قلقها البالغ إزاء التصعيد «الخطير» ضد المنشآت النووية الايرانية، داعية للعودة الفورية إلى المسار الديبلوماسي.
وشددت الخارجية السويسرية في منشور على منصة (اكس) على ضرورة الاحترام الكامل للقانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني.
ودعت جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، معربة عن استعدادها لوضع كامل إمكانياتها على ذمة الطرفين لإيجاد حلول ممكنة.
وفي الوقت نفسه، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إيران أمس «للعودة إلى طاولة المفاوضات» بشأن برنامجها النووي.
وقال ستارمر على إكس «لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، وقد اتخذت الولايات المتحدة إجراءات لخفض هذا التهديد»، مشددا على أن «استقرار المنطقة أولوية».
وتابع «ندعو إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل ديبلوماسي لإنهاء هذه الأزمة».
وزير التجارة البريطاني جوناثان رينولدز، أكد من جانبه، على قناة سكاي نيوز أن بلاده «لم تنخرط في هذه الهجمات»، مشيرا إلى أن واشنطن «لم تطلب» المساعدة في هذه العملية.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت الحكومة البريطانية قد أبلغت مسبقا بالضربة الأميركية، أجاب «نعم، كنا على علم... لقد أبلغنا، كما نتوقع من حليف رئيسي، بهذا الإجراء».
وأضاف «لقد نشرنا موارد عسكرية بريطانية في المنطقة، وسنتخذ جميع التدابير اللازمة للدفاع عن مصالحنا وشعبنا، وبالطبع عن حلفائنا الرئيسيين، في حال تعرضهم للتهديد».
هذا، ودعا المستشار الألماني فريدريش ميترس أمس لعودة سريعة إلى المسار الديبلوماسي وقال المتحدث باسم المستشار شتيفان كورنيليوس إن على إيران «أن تجري فورا مفاوضات مع الولايات المتحدة وإسرائيل وأن تجد حلا ديبلوماسيا للنزاع»، معربا عن اعتقاد الحكومة الألمانية بأن «أجزاء كبيرة من البرنامج النووي الإيراني تضررت جراء الضربات».