كثفت إسرائيل قصفها الجوي والمدفعي على مختلف أنحاء غزة، فيما لاقت بوادر انفراجة للتعثر الذي تواجهه المفاوضات غير المباشرة في الدوحة بشأن هدنة جديدة في القطاع، وذلك مع إبداء حركة المقاومة الفلسطينية الإسلامية (حماس) مرونة نسبية فيما يخص خرائط الانسحاب الإسرائيلي المحتمل في القطاع.
وأفادت مصادر فلسطينية قناتي «العربية» و«الحدث» الفضائيتين أمس، بأن «حماس» أبدت استعدادها للعودة إلى المقترح الذي قدمته دولة قطر في يناير الماضي، والمتعلق بالخرائط الأمنية في غزة، الذي ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خط حدودي يبعد 700 متر عن الحدود، مع السماح بزيادة تصل إلى 400 متر في مواقع محددة، وفق خرائط متفق عليها.
وأبدت «حماس» مرونة بشأن إجراء تعديلات طفيفة على بعض النقاط في هذه الخرائط، لكنها ترفض بشكل قاطع وجود «محور موراغ» الذي تتمسك به إسرائيل.
وبحسب المصادر، فإن المقترح القطري ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خط حدودي يبعد 700 متر عن الحدود، مع السماح بزيادة تصل إلى 400 متر في مواقع محددة، وفق خرائط متفق عليها بين الأطراف.
وأضافت المصادر ذاتها أن «حماس» قد تبدي مرونة بشأن إجراء تعديلات طفيفة على بعض النقاط في هذه الخرائط، لكنها ترفض بشكل قاطع وجود محور موراغ، معتبرة أنه يمنع عودة نحو 400 ألف فلسطيني إلى مدينة رفح، ما يشكل عقبة كبيرة أمام أي تسوية محتملة.
من جهتها، تدرس إسرائيل تقديم تعديل على مقترح وقف اطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة لحل القضايا العالقة في المفاوضات، وذلك بعد أن رفضت «حماس» المقترح الأميركي وعبرت عن ترحيبها بالعودة إلى المقترح القطري الذي قدم في يناير الماضي.
ونقلت صحيفة «إسرائيل هيوم» عن مصادر مطلعة على سير المحادثات، قولها إن التعديل الإسرائيلي، يتضمن ثلاثة عناصر رئيسية، أبرزها: يتعلق بخطوط إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي خلال فترة وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى جدول زمني مختلف للانسحاب، وذلك بشكل مشروط بالتقدم في المفاوضات بشأن ترتيبات دائمة، بالإضافة إلى ترتيبات الإمدادات والإشراف عليها، وتحديدا استمرار تسليم المساعدات الإنسانية تحت إشراف مؤسسة غزة الإنسانية، أما النقطة الثالثة فتتمثل في قائمة الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى «حماس».
وعلى صعيد التطورات الميدانية، أعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو التابع له نفذ أكثر من 150 ضربة جوية استهدفت مواقع تابعة لفصائل مسلحة في قطاع غزة خلال 24 ساعة.
وأشار الجيش في بيان أورده موقع «تايمز أوف إسرائيل» أمس إلى أن «الأهداف شملت عناصر مسلحة، ومباني مفخخة، ومستودعات أسلحة، ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدروع، وبنية تحتية».
من جهته، أكد جهاز الدفاع المدني في غزة مقتل اكثر من 60 فلسطينيا في الغارات الجوية الإسرائيلية على مناطق مختلفة من القطاع، بينهم 20 في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لفرانس برس أمس إن طواقم الدفاع المدني ومسعفين نقلوا «43 شهيدا على الأقل وعشرات المصابين إثر الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة».
وأوضح بصل أنه تم نقل «15 شهيدا وعدد من الجرحى بينهم عدد من الأطفال إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت نقطة لتوزيع مياه الشرب في منطقة للنازحين في غرب مخيم النصيرات»، مشيرا إلى أنهم نقلوا إلى مستشفى العودة في المخيم.
وأشار إلى مقتل قتل عشرة فلسطينيين آخرين بينهم عدد من الأطفال وأصيب أكثر من عشرين شخصا، جراء غارة نفذتها طائرة حربية إسرائيلية على منطقة السوارحة في غرب مخيم النصيرات.
وأكد بصل أيضا سقوط «5 شهداء وعدد من الإصابات من بينهم أطفال ونساء جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا في وسط مخيم الشاطئ» غرب مدينة غزة.
وفي تل الهوى في جنوب غرب المدينة، نقل مسعفو الهلال الأحمر الفلسطيني قتيلين وعددا من المصابين اثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت شقة في بناية سكنية.
كما قتلت طفلة وأصيب آخرون جراء غارة اسرائيلية استهدفت منزلا قرب مسجد المجمع الإسلامي في حي الصبرة جنوب غرب مدينة غزة.
وفي منطقة المواصي غرب خان يونس في جنوب القطاع، قتل ثلاثة أشخاص في غارة جوية استهدفت خيمة للنازحين.