وقعت أحداث شغب ومواجهات عنيفة غير مسبوقة بين مجموعات من السكان المحليين وعمال مهاجرين جنوب شرقي اسبانيا، وسط مخاوف من تصاعد التوترات خلال الأيام القادمة.
وأضاف التلفزيون الرسمي الاسباني أن بلدة (توري باتشيكو) في إقليم (مورسيا) شهدت إحراق حاويات وتكسير واجهات محال تجارية وسط تراشق بالحجارة بين سكان البلدة ومهاجرين يعمل معظمهم في القطاع الزراعي.
وذكر أن الاشتباكات اندلعت بعدما تعرض رجل مسن في البلدة لاعتداء من مهاجرين وفق روايات محلية ما دفع قرابة 500 شخص للخروج في مسيرة للتنديد بالاعتداء أمس الاول لكنها تحولت لاحقا إلى مواجهات عنيفة بين الجانبين.
وأوضح أن المهاجرين ينحدرون بشكل أساسي من بعض دول إفريقيا ويعملون في وظائف موسمية خلال فترة الحصاد والزراعة دون عقود عمل ما يضطرهم للعيش في بيوت مكتظة بأحياء تفتقر إلى خدمات كافية.
وفي محاولة للسيطرة على الوضع عززت قوات الحرس المدني وجودها في البلدة وتم نشر وحدات التدخل السريع، فيما أعلن لاحقا اعتقال شخص واحد لاعتدائه على عناصر الأمن أثناء فض الاشتباكات.
وفي ضوء تلك التطورات أعلنت بلدية (توري باتشيكو) عقد اجتماعات موسعة خلال الأيام المقبلة مع ممثلي الجمعيات الزراعية وأصحاب المزارع وممثلي الجاليات المهاجرة لوضع خطة لمعالجة أزمات السكن العشوائي وتحسين الرقابة على عقود العمل.
من جانبها، شددت منظمات المجتمع المدني في (مورسيا) على ضرورة إيجاد حلول متوازنة تراعي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للأزمة، مشيرة إلى أن «استمرار اعتماد المنطقة على العمالة المهاجرة دون تنظيم سيؤدي إلى مزيد من التوترات مستقبلا».
وتعد (مورسيا) من أهم الأقاليم الزراعية في إسبانيا ويغطي إنتاجها الزراعي نسبة مهمة من صادرات الخضار والفواكه الإسبانية إلى أوروبا وتعتمد في ذلك بشكل كبير على العمالة الموسمية خاصة في فترات ذروة الحصاد في الصيف والربيع.
وتشير بيانات محلية إلى أن عدد العمال المهاجرين المسجلين رسميا في القطاع الزراعي في (مورسيا) يتجاوز 100 ألف عامل، بينما يرجح أن أعدادا إضافية كبيرة تعمل بطرق غير قانونية.
ويقدر عدد سكان (توري باتشيكو) بنحو 35 ألف نسمة، فيما تشير تقديرات غير رسمية إلى أن بين 30 و 40 % من سكانها هم من العمال الأجانب.