دخلت المفاوضات الهادفة للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة أسبوعها الثاني، فيما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه الخاص إلى الشرق الاوسط ستيف ويتكوف عن تفاؤلهما بتحقيق «اختراق» بشأن القضايا الخلافية بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية الإسلامية «حماس»، فيما تتواصل الغارات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحافي عقب محادثاته مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» مارك روته في البيت الأبيض أمس إن «الأمور جيدة جدا» بشأن اتفاق هدنة غزة.
وأضاف ترامب: «نبلي بلاء حسنا تجاه غزة، وأعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق قريب».
وفي وقت سابق، أعرب الرئيس ترامب عن أمله في التوصل إلى اتفاق الهدنة «الأسبوع المقبل»، رغم استمرار تعثر المفاوضات غير المباشرة بسبب الخلاف بين إسرائيل و«حماس» بشأن «خرائط الانسحاب» في جنوب غزة.
وقال ترامب «نحن نجري محادثات، ونأمل أن نصل إلى تسوية خلال الأسبوع المقبل».
في سياق متصل، قال ويتكوف إنه «متفائل» بنجاح مفاوضات الدوحة بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
في غضون ذلك، شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن «الحل الوحيد القابل للتطبيق» في غزة هو «الانسحاب الكامل لإسرائيل منها وتمكين الدولة الفلسطينية» من تولي مسؤولياتها هناك «بدعم عربي ودولي فاعل»، مؤكدا أن حماس «لن تحكم» القطاع في اليوم التالي لانتهاء الحرب.
جاء ذلك خلال لقاء عباس مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا).
وأكد الرئيس الفلسطيني «ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة دون عوائق». وقال إن على حركة حماس «تسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية، والانخراط في العمل السياسي من خلال الالتزام ببرنامج منظمة التحرير السياسي، وبرنامجها الدولي، وبالشرعية الدولية».
في الغضون، عقد لقاء تشاوري بين قيادتي حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» تم خلاله مناقشة «تنسيق الرؤى والمواقف بشأن مفاوضات وقف العدوان وتبادل الأسرى وإغاثة وحماية شعبنا»، بحسب ما افاد مصدر وكالة فرانس برس.
وفي إسرائيل، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه سيكون مستعدا لمحادثات حول وقف إطلاق نار دائم فقط بعد التوصل إلى هدنة، وعندما تلقي حماس السلاح.
ويواجه نتنياهو ضغوطا متزايدة لإنهاء الحرب في ظل تزايد الخسائر البشرية للجيش والاستياء الشعبي من عدم حل ملف الرهائن على وجه الخصوص.
كما يواجه انتقادات لاذعة بشأن مشروع ما يعرف بـ «المدينة الإنسانية»، والقائم على إقامة منطقة مغلقة في جنوب غزة ونقل سكان من القطاع إليها.
ووصفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) المنشأة المقترحة بأنها «معسكر اعتقال»، بينما أعرب وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المملكة المتحدة عن «صدمة» من الطرح.
وتشير تقارير إلى وجود تحفظات كبيرة على هذا المشروع حتى من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المشروع نوقش في اجتماع أمني عقد في مكتب رئيس الوزراء أمس الأول.
على الصعيد الميداني، أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة عن مقتل وإصابة العشرات مع تواصل الغارات الإسرائيلية، والتي استهدفت منازل وخياما للنازحين لاسيما في منطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوبي غزة.
إلى ذلك، تواصلت أزمة الوقود التي يعانيها القطاع، حيث أعلنت بلديات محافظة الوسطى في غزة في بيان «التوقف التام لجميع خدماتها الأساسية، نتيجة الانقطاع الكامل لإمدادات الوقود اللازمة لتشغيل آبار المياه، ومحطات الصرف الصحي، وآليات جمع وترحيل النفايات، والمعدات الثقيلة الخاصة بإزالة الركام وفتح الطرق».
من جانبه، قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أمجد الشوا لوكالة فرانس برس إن ما تم إدخاله «خلال الأيام الأخيرة من الوقود لا يتجاوز 150 الف ليتر، وهي كمية بالكاد تكفي ليوم واحد في وقت لم يتم ادخال أي ليتر إلى محافظتي غزة والشمال».
وبحسب الشوا، فإن القطاع بحاجة إلى «275 ألف ليتر يوميا»، داعيا إلى «تدخل دولي عاجل».