من وظيفة الوالدين التربية الإسلامية السليمة للأبناء وتنشئتهم التنشئة الدينية القويمة بتدريبهم على العبادات والأخذ بأيديهم إلى مكارم الأخلاق وحسن الصفات، فالتربية هي صناعة الإنسان، وهي عملية مستمرة لا تقف عند عمر معين ولا مرحلة محددة.
الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة، نفسيته ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش ومائل لكل ما يمال به إليه.
ومن سبل التأديب تلقين الأبناء الحكم والأمثال المفيدة لما لها من ابلغ الأثر في ترسيخ المعاني الجميلة والآداب الرفيعة والمفاهيم العالية والأخلاق السامية بألفاظ موجزة يسيرة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه القول الطيب الموافق للشرع المطهر، فعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «ان من الشعر حكمة» (وهي المواعظ والأمثال التي يتعظ بها الناس).
ومما يدل على استحسان النبي صلى الله عليه وسلم للشعر، عن الشديد بن سويد الثقفي قال: «ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء؟ قلت: نعم، قال: هيه، فأنشدته بيتا، فقال: هيه، ثم أنشدته بيتا، فقال: هيه، حتى أنشدته مائة بيت» (أخرجه مسلم).
وقال النووي: ومقصود الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم استحسن شعر أمية واستزاد من إنشاده لما فيه من الإقرار بالوحدانية والبعث.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل» (متفق عليه)، وفي «البيان والتبيين» قال: كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ساكني الأمصار: «أما بعد، فعلموا أولادكم العوم والفروسية ورووهم ما سار من المثل وحسن من الشعر»، قال ابن المقفع: إذا جعل الكلام مثلا كان أوضح للمنطق وأنقى للسمع وأوسع لشعوب الحديث.