في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، جاء رجل يُدعى ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد وقع في الزنا.
ماعز لم يُقبض عليه، ولم يشهد عليه أحد.. بل جاء طائعا مختارا، وقلبه مليء بندم عظيم.
وقف أمام النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني زنيت، فطهرني»!
أعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، كأنه لم يسمع، فأعاد ماعز الكلام مرة.. ثم مرة.. حتى قالها أربع مرات. عندها سأله النبي صلى الله عليه وسلم: «أبك جنون؟» قال: لا.
قال: «أشربت خمراً؟»؟ قال: لا.
فقال له: «لعلك قبلت؟ أو غمزت؟ أو نظرت؟» قال: لا يا رسول الله، بل زنيت زناً لا شك فيه، فطهرني!
فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يُقام عليه الحد، وبعد أن أقيم عليه الحد ومات، سمع بعض الصحابة رجلا يسب ماعزا، فقال: «انظروا إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم يدع نفسه حتى رجم كما يرجم الكلب».
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «لا تسبوه، فوالله لقد تاب توبة لو قسمت على أهل المدينة لوسعتهم».