قال المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم مولر إنه «متفائل» بشأن قرب التوصل الى اتفاق الهدنة في غزة، لافتا إلى ان «هناك شعورا جديدا بالقدرة على إنجاز شيء ما في هذا الصدد».
وأضاف مولر في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الاخبارية أمس: الإسرائيليون يريدون إنجاز شيء ما وحركة حماس عنيدة جدا، منوها إلى انه «حان الوقت لتفرج حماس عن الرهائن وأنا متفائل أكثر مما كنت من قبل».
جاء ذلك في وقت، أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 73 فلسطينيا على الأقل وإصابة أكثر من 150 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
وقالت الوزارة في بيان إن حصيلة من وصل للمستشفيات من «المجوعين منتظري المساعدات 73 قتيلا منهم 67 في شمال قطاع غزة وأكثر من 150 إصابة، منها حالات خطيرة جدا».
وفتح الجيش الإسرائيلي نيرانه باتجاه الآلاف من الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون دخول شاحنات المساعدات الإنسانية قرب منطقة زيكيم شمال غرب مدينة غزة، وفق شهود عيان.
وأدانت (حماس) الحادث ووصفته بأنه «إمعان في حرب الإبادة الوحشية، واستخدام المساعدات والتجويع لاستدراج الأبرياء وقتلهم والتنكيل بهم».
وقالت الحركة في بيان إن ما يجري في قطاع غزة هو «جريمة كبرى»، يستخدم فيها القتل والتجويع والتعطيش «أداة للتطهير العرقي والإبادة الجماعية».
وطالبت بتحقيق دولي عاجل في «الآلية الحالية المشبوهة لتوزيع المساعدات والتي تحولت إلى آلية للقتل الممنهج للمدنيين».
كما طالبت «حماس» الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية والدول العربية والإسلامية بالتحرك الفوري «لوقف هذه الكارثة وفتح معبر رفح لإدخال المساعدات المتكدسة».
من جهته، قال مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية في تصريحات صحافية«نحن أمام إبادة جماعية وقتل جماعي بتجويع سكان قطاع غزة».
وأضاف أن أفراد الطواقم الطبية والمرضى لم يتناولوا أي وجبة غذائية منذ يوم كامل.
وفي السياق، قال مجمع ناصر الطبي في بيان إن ستة فلسطينيين على الأقل قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي بالقرب من مركز مساعدات بمدينة رفح جنوبي غزة.
بدوره، حذر المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة «حماس» في غزة من ان القطاع يتجه نحو «كارثة إنسانية غير مسبوقة مع تواصل الإبادة بالقتل والتجويع الجماعي ضد أكثر من 2.4 مليون إنسان بينهم 1.1 مليون طفل».
وأضاف المكتب في بيان «نحن على أعتاب مرحلة الموت الجماعي بسبب إغلاق إسرائيل لجميع المعابر، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وحليب الأطفال والوقود، وتشديد الحصار بشكل كامل، ونفاد الغذاء والدواء واستمرار سياسة التجويع».
وأكد أن قطاع غزة أمام أكبر«مجزرة جماعية»في التاريخ الحديث.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته العسكرية لتشمل مدينة (دير البلح) وسط القطاع في مناطق«لم يعمل فيها من قبل»، داعيا السكان بمن فيهم النازحون من مناطق أخرى إلى الإخلاء الفوري والتوجه جنوبا نحو منطقة (المواصي). ووصفت إذاعة الجيش الاسرائيلي هذه الخطوة توسيع العملية بـ «التطور البالغ الأهمية».
وقال المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي إن الجيش «يوسع أنشطته» في المنطقة الجنوبية الغربية من دير البلح وهي«منطقة لم يعمل فيها من قبل».
وخاطب المتواجدين في المنطقة قائلا «من أجل سلامتكم أخلوا المكان فورا وانتقلوا جنوبا نحو المواصي».
وبالتزامن، أعلن جيش الاحتلال أيضا تكثيف عملياته البرية في جباليا شمالي غزة.
وزعم في بيان منفصل انه قواته عثرت على «عدة مسارات يبلغ طولها الإجمالي 2،7 كم وعمقها 20 مترا تحت الأرض في جباليا، ودمرتها».
في هذه الاثناء ندد البابا ليو الرابع عشر بـ «همجية» حرب غزة، داعيا إلى وقف «اللجوء العشوائي للقوة»، بعد أيام على ضربة للجيش الإسرائيلي أصابت كنيسة كاثوليكية في القطاع.
وجدد بابا الفاتيكان دعوته إلى الوقف الفوري لـ «همجية الحرب وأن يتم التوصل إلى حل سلمي للصراع».
وقال »أعبر عن ألمي العميق حيال هجوم الجيش الإسرائيلي على الرعية الكاثوليكية للعائلة المقدسة في مدينة غزة».
واعتبر أن «هذا العمل يضاف إلى الهجمات العسكرية المستمرة ضد المدنيين وضد دور العبادة في غزة».
ووجه البابا نداء إلى المجتمع الدولي «من أجل ضمان القانون الإنساني وحماية المدنيين ومنع العقاب الجماعي واللجوء العشوائي إلى القوة والتهجير القسري للسكان.