قالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية إن 13 مواطنا كمبوديا على الأقل لقوا مصرعهم، وأصيب 71 آخرون في الاشتباكات الحدودية مع تايلند، والتي تجددت لليوم الثالث على التوالي، وذلك في وقت تباينت فيه مواقف الطرفين حيال مبادرة إيقاف إطلاق النار التي طرحتها ماليزيا بصفتها رئيسا حاليا لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الوطني الكمبودية مالي سوشيتا في مؤتمر صحافي أمس، أن الجيش التايلندي وسع أمس نطاق هجماته العسكرية لتشمل محافظة «بورسات» الكمبودية.
وأضافت سوشيتا أن السلطات الكمبودية قامت بإجلاء 35829 مدنيا من المناطق عالية الخطورة في أقاليم (برياه فيهير) و(أودار مينشي) و(بورسات) غربي البلاد خشية تعرضهم لهجمات جديدة قد تشمل ذخائر غير تقليدية.
ودعت كمبوديا إلى «وقف فوري لإطلاق النار، وعقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، قال السفير الكمبودي تشيا كيو أن بلاده تريد وقف إطلاق النار.
وأضاف في تصريحات للصحافيين: «طلبت كمبوديا وقفا فوريا لإطلاق النار، دون شروط، وندعو أيضا إلى حل سلمي للخلاف».
وبذلك تتجاوز هذه الحصيلة عدد قتلى اشتباكات حدودية سابقة بلغ 28 شخصا سقطوا بين 2008 و2011.
وأدت الاشتباكات إلى إجلاء أكثر من 138 ألف تايلندي، بينما في كمبوديا، أجبر أكثر من 35 ألف شخص على مغادرة منازلهم.
في المقابل، أفادت هيئة الإذاعة العامة التايلندية بأن الاشتباكات الحدودية مع كمبوديا تجددت لليوم الثالث على التوالي، وذلك «بعدما فتح الجانب الكمبودي النار على القوات التايلندية في مقاطعة «ترات»، فرد الجانب التايلندي بالمثل على الهجوم».
وأعلن مكتب المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلاندية أن بحرية بلاده أطلقت عملية «ترات سترايك 1» ردا على الهجوم الكمبودي الجديد، ونجحت في صد التوغل الكمبودي في 3 نقاط رئيسية.
وفي السياق ذاته، أفادت هيئة الإذاعة الوطنية التايلاندية أن البحرية أرسلت قوة مهام مكونة من 4 سفن لدعم العملية في مقاطعة «ترات»، مؤكدة أنها تكون على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم الناري للقوات البرية.
كما أعلنت تايلند فرض الأحكام العرفية في مناطق حدودية متضررة محذرة من تحول الاشتباكات إلى «حرب» شاملة.
وأعلنت وزارة الداخلية التايلاندية إجلاء أكثر من 100 ألف مدني من أقاليم: (أوبون راتشاثاني) و(سي سا كيت) و(سورين) و(بوري رام) الواقعة شمال شرقي البلاد عقب تصاعد حاد في الاشتباكات الحدودية مع كمبوديا. واعتبر وزير الخارجية التايلندي ماريس سانغيامبونغسا السبت أن على كمبوديا أن تبرهن على «مصداقية حقيقية لإنهاء النزاع». وأضاف أمام صحافيين «أدعو كمبوديا إلى الكف عن انتهاك السيادة التايلندية» والمضي نحو «حوار ثنائي».
وأعلنت تايلند أمس الأول أنها منفتحة على مفاوضات محتملة بوساطة ماليزية.
وقال الناطق باسم الخارجية التايلندية نيكورندج بالانكورا لوكالة فرانس برس: «نحن مستعدون، إذا ما أرادت كمبوديا حل هذه المسألة بقنوات ديبلوماسية، ثنائيا أو حتى بوساطة ماليزيا. نحن مستعدون للقيام بذلك، لكننا لم نتلق أي رد».