لقي اتفاق السلام الذي وقعته أذربيجان وأرمينيا برعاية الولايات المتحدة الأميركية، ترحيبا دوليا واسعا، لإنهاء نحو ثلاثة عقود من النزاع المسلح.
وأشادت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في بيان أمس بهذا الاتفاق التاريخي الذي من شأنه أن يفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين يسودها التفاهم والصداقة والتعاون ويعزز أسس الأمن والاستقرار والتنمية في منطقة القوقاز.
وكان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان قد وقعا في البيت الأبيض برعاية الرئيس دونالد ترامب اتفاق السلام.
كما وقع ترامب اتفاقية مع كلا البلدين لتوسيع التعاون في تجارة الطاقة والتكنولوجيا وفتح المجال للشركات الأمريكية للاستثمار فيهما.
ورحبت سلطنة عمان بالاتفاق، مؤكدة تقديرها العميق للجهود السلمية التي أسهمت في تحقيق هذا الاتفاق التاريخي الذي ينهي عقودا من النزاع والانقسام.
وذكرت وزارة الخارجية العمانية في بيان أن سلطنة عمان تشيد بالدور المحوري الذي أدته الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الأطراف في هذا السياق، معربة عن أملها أن تسفر هذه الخطوة عن تحقيق إنجازات مماثلة عبر حل القضايا المختلفة ومن أهمها القضية الفلسطينية في الشرق الأوسط.
بــدوره، أشــاد باشينيـان بـ «سلام» تاريخي مع أذربيجان. وقال خلال مؤتمر صحافي في أعقاب توقيع الاتفاق «منذ أشهر وأنا أقول إنه لا حرب بين أرمينيا وأذربيجان بل سيحل السلام. واليوم، يمكن القول إننا توصلنا إلى السلام».
كذلك رحب كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا بالاتفاق، مع الدعوة إلى المباشرة في تطبيقه.
وأعلن كوستا وفون دير لاين في بيان أن الاتفاق الموقع مساء الجمعة في البيت الأبيض يشكل «تطورا كبيرا... يمهد الطريق لسلام دائم ومستدام للبلدين وللمنطقة برمتها».
وتابع البيان «من المهم الآن ضمان تنفيذ الخطوات المتفق عليها في المهل المحددة من أجل تقدم متواصل ومطرد نحو تطبيع كامل».
وأشاد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بـ«خطوات جريئة» نحو السلام إثر إبرام يريفان وباكو الاتفاق.
وكتب في منشور على إكس «تهانينا لأرمينيا وأذربيجان على الخطوات الجريئة المتخذة في واشنطن من أجل السلام. وأحيي الرئيس الأميركي على دوره المحوري في هذا الإنجاز الحاسم»، مشيرا إلى أن بريطانيا «مستعدة لدعم السلام في جنوب القوقاز، شرط أن يحترم الطرفان التزاماتهما».
وكان ترامب قال من البيت الأبيض، حيث استضاف قمة جمعت الرئيس الأذربيجاني ورئيس الوزراء الأرميني: «تلتزم أرمينيا وأذربيجان وقفا نهائيا للقتال»، وكذلك التعاون التجاري وفتح مجال السفر وإقامة «علاقات ديبلوماسية والاحترام المتبادل لسيادة وسلامة أراضيهما».
واقترح كل من رئيس أذربيجان ورئيس وزراء ارمينيا ترشيحا مشتركا للرئيس الأميركي لجائزة نوبل للسلام بعد توقيع الاتفاق.
وقال علييف في قمة السلام «ربما اتفق مع رئيس الوزراء باشينيان على توجيه نداء مشترك إلى لجنة نوبل لمنح الرئيس ترامب جائزة نوبل للسلام».
بدوره، قال باشينيان «أعتقد أن الرئيس ترامب يستحق جائزة نوبل للسلام وسندافع عن ذلك، وسنروج له».
وتتواجه أرمينيا ذات الغالبية المسيحية وأذربيجان ذات الغالبية المسلمة منذ عقود في نزاعات حول مناطق حدودية.
واندلعت حربان بينهما حول منطقة ناغورني قاره باغ الجبلية التي استعادت أذربيجان السيطرة عليها من أرمينيا في هجوم خاطف سنة 2023.