دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أعضاء حزب العمال إلى الحفاظ على التفاؤل مدافعا عن بريطانيا متعددة الثقافات، وذلك في خطاب أمام المؤتمر السنوي لحزبه سعى فيه إلى الحد من الشكوك بشأن قيادته.
وقال ستارمر، الذي يحاول جاهدا التصدي للدعم المتزايد لحزب الإصلاح (ريفورم يو كي) اليميني المتشدد، أمام المؤتمر في ليفربول بشمال غرب إنجلترا إنه «سيقاتل بكل ما أوتي من قوة» من أجل «بريطانيا المتسامحة والمحترمة التي أعرفها».
وأكد أن المملكة المتحدة «تقف عند مفترق» بين «التجديد» الذي يقدمه حزب العمال، الذي تولى السلطة في يوليو العام الماضي، و«التظلم» الذي يقدمه حزب «الإصلاح» اليميني المتشدد المناهض للهجرة بزعامة نايجل فاراج، معتبرا ذلك «معركة من أجل روح البلاد».
وقال إن فاراج «لا يحب بريطانيا ولا يؤمن بها، ويريد أن نشكك فيها بقدر ما يريد»، متهما زعيم حزب «الإصلاح» بالسعي إلى تحويل «هذا البلد الفخور المعتمد على نفسه، إلى منافسة بين الضحايا».
ولم يمض على تولي ستارمر السلطة أكثر من 14 شهرا شهدت خلالها شعبيته تراجعا كبيرا، ويتقدم حزب الإصلاح في استطلاعات الرأي على «العمال»، مما أثار شكوكا متزايدة بشأن بقائه في منصبه.
وكثيرا ما يؤخذ على ستارمر أسلوبه الرتيب وافتقاره إلى رؤية متماسكة للبلاد.
لكنه استغل خطاب أمس لشن هجوم لاذع على حزب الإصلاح، ساعيا في الوقت نفسه إلى رسم رؤية أكثر تفاؤلا بالمستقبل.
وقال ستارمر «إذا قلتم أو لمحتم إلى أن الناس لا يمكن أن يكونوا إنجليزا أو بريطانيين بسبب لون بشرتهم» تكونون «أعداء للتجديد الوطني»، على وقع تصفيق حار من أعضاء الحزب. ويتصدر حزب الإصلاح استطلاعات الرأي بفارق 12 نقطة عن حزب العمال.ويسجل ستارمر أدنى نسبة تأييد لرئيس وزراء منذ 1977، بحسب استطلاع مؤسسة «ايبسوس».
حتى أن شعبيته أدنى من شعبية رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك قبل أن يقود المحافظين إلى أسوأ هزيمة لهم في انتخابات 2024.