- الكويت سبّاقة دائماً لتفريج كروب المحتاجين.. ما يعكس قيم التضامن والعطاء المتأصلة في ثقافة شعبها
- حملات التبرعات عبر الإنترنت إحدى أبرز وسائل جمع الأموال الخيرية بالعصر الحديث عبر الدفع الإلكتروني
- التكنولوجيا دعّمت إمكانية وصول التبرعات بأي مكان ووقت ما يجعل فعل الخير متاحاً «بنقرة زر واحدة»
- البنوك وفّرت خدمات مميزة للتبرعات عبر تطبيقاتها الذكية تماشياً مع الثورة الرقمية بالمعاملات المصرفية
تعد الكويت أبرز الدول التي اشتهرت بأياديها البيضاء ومبادراتها الإنسانية التي تصل إلى كل أصقاع الأرض، لتصنع الكويت بصمتها الخيرية سواء من خلال دعمها المباشر للمحتاجين أو إسهامها في إعادة بناء المجتمعات التي تعرضت للكوارث، فالكويت دائما سباقة في «الفزعة» لكل مكروب أو محتاج، مما يعكس قيم التضامن والعطاء المتأصلة في ثقافة شعبها.
ترسخت هذه السمعة الطيبة عبر عقود طويلة من العمل الإنساني الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من هوية الكويت على الساحة الدولية، ولعل المبادرات الكويتية التي تدعم التعليم والصحة والإغاثة في الدول النامية خير دليل على ذلك، حيث تواصل الكويت دورها الرائد من خلال التنسيق مع المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية المحلية.
وارتبط حب الكويتيين للعمل الخيري بصورة مباشرة مع تطور قطاع المال والأعمال، خصوصا في الأنشطة المصرفية المرتبطة بالإنفاق عبر آليات الدفع الإلكتروني، بعدما أحدثت التكنولوجيا المالية تحولا جذريا في العديد من جوانب حياتنا اليومية، لتقوم بدور كبير في تطوير قطاع التبرعات الخيرية، فبفضل التطبيقات الذكية ومنصات الدفع الإلكتروني أصبحت عملية التبرع أسرع وأكثر سهولة، مما ساهم في زيادة حجم المساهمات وعدد المتبرعين.
وتعزز التكنولوجيا إمكانية الوصول إلى التبرعات من أي مكان وفي أي وقت، مما يجعل فعل الخير متاحا بنقرة زر واحدة، الأمر الذي لا يسهم فقط في تسريع الإجراءات، بل يساعد أيضا على بناء الثقة بين الجمعيات الخيرية والمانحين.
ويظهر دور التكنولوجيا جليا من خلال منصات الدفع الإلكتروني التي تنشأ لـ «الفزعة» لحالات بعينها إذ تتيح إمكانية تخصيص التبرعات وتوجيهها بشكل دقيق لمشاريع محددة بصورة مباشرة تتمتع بالشفافية تنتهي دائما بالوفاء بمتطلبات كل محتاج وإنهاء أزمته.
وقدمت البنوك الكويتية خدمات مميزة للتبرع عبر تطبيقاتها الذكية في ظل ما تشهده العمليات المالية والمصرفية من ثورة رقمية، مما أتاح للمتبرعين فرصة دعم مشروعات وأغراض الجمعيات الخيرية بسهولة وأمان، إذ تتسم هذه الخدمات بالسرعة والموثوقية، حيث يمكن للعملاء اختيار الجهة المستفيدة والمبلغ المراد التبرع به بضغطة زر واحدة، كما توفر التطبيقات إشعارات فورية لتأكيد المعاملات، ما يعزز الثقة لدى المتبرعين بأن أموالهم تصل مباشرة إلى وجهتها الصحيحة.
وتتسم آليات التبرع التي وفرتها البنوك بالعديد من المميزات التي لا تقتصر على توفير الوقت والجهد فقط، بل تسهم أيضا في تشجيع المزيد من الأفراد على الانخراط في العمل الخيري.
وأصبحت حملات التبرعات عبر الإنترنت واحدة من أبرز وسائل جمع الأموال الخيرية في العصر الحديث، حيث تعتمد على آليات الدفع الإلكتروني التي توفر مرونة كبيرة للمتبرعين، ويمكن لأي شخص المساهمة في مشاريع الصدقة الجارية من خلال منصات إلكترونية تطلق مبادرات تهدف إلى دعم التعليم، بناء المستشفيات، وإنشاء المساجد، وحفر الآبار، والأضحيات والذبائح وغيرها من المشاريع التنموية، تتيح هذه المنصات إمكانية الدفع باستخدام البطاقات المصرفية، مما يجعل العملية متاحة للجميع بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.
وتقدم بعض الجمعيات الخيرية فرصة للمشاركة في مشاريع تبرع جماعية، حيث يمكن للأفراد التكاتف لدعم مبادرات كبرى تحقق أثرا أوسع، كما توفر هذه المنصات خيار التبرع بمبالغ مرنة تتناسب مع قدرات كل متبرع، ما يعكس شمولية ومرونة العمل الخيري في العصر الرقمي، ومن المبادرات المبتكرة التي أتاحتها التكنولوجيا إمكانية متابعة مراحل تنفيذ المشاريع الخيرية عبر الإنترنت، مما يمنح المتبرعين إحساسا بالمشاركة الفعلية في تحقيق الأثر.
وتسهم هذه الآليات في تعزيز مفهوم الصدقة الجارية، حيث يمكن للمتبرعين الاستثمار في مشاريع طويلة الأمد تدر خيرا دائما، مثل بناء المدارس والمستشفيات، والمساجد، وكذلك المنشآت التعليمية، ولتحقيق ذلك تعتمد الجمعيات على أنظمة تقنية تمكنها من إدارة التبرعات بفعالية، وتوفير تقارير دورية تبرز الأثر الإيجابي لكل مساهمة لحين الوصول إلى الهدف وتجميع كامل المبلغ المطلوب لإنهاء المشروع، الأمر الذي يفتح المجال أمام الجميع للمشاركة في التبرع بغض النظر عن حجم المساهمة.