حذّر برنامج الأغذية العالمي من خطورة الوضع الإنساني في السودان، لافتا إلى انه البلد الوحيد في العالم الذي تأكدت فيه المجاعة حاليا حيث يعاني ما يقرب من 25 مليون شخص أي نصف السكان من الجوع الحاد، في حين يواجه نحو 5 ملايين طفل وأم مرضعة سوء تغذية حادا.
وقالت منسق الطوارئ لبرنامج الأغذية العالمي في السودان سماثا تشاتاراج عبر تقنية الفيديو خلال مؤتمر صحافي في جنيڤ إن «الوضع الإنساني في السودان بات واحدا من أكثر الأوضاع تعقيدا وخطورة في العالم».
وأوضحت ان البرنامج يعمل على إيصال المساعدات إلى سبعة ملايين شخص في 27 منطقة تعاني من سوء التغذية الحاد ومهددة بالمجاعة وذلك بحلول منتصف هذا العام.
كما وصفت تشاتاراج الأوضاع في العاصمة الخرطوم «بالمروعة للغاية» حيث تعاني أحياء كاملة من الدمار والجوع واليأس لافتة إلى بدء توزيع مساعدات غذائية لحوالي 100 ألف شخص في منطقة جبل أولياء، في أول عملية إيصال للمساعدات إلى تلك المنطقة منذ ديسمبر الماضي.
وفي السياق ذاته قالت تشاتاراج ان الوضع في دارفور أيضا لا يقل خطورة حيث يعاني أكثر من 450 ألف شخص من العنف والمجاعة خاصة منطقة طويلة شمال دارفور التي فر إليها خلال أسبوع واحد فقط أكثر من 180 ألف شخص من مدينة الفاشر ومخيم زمزم.
وأشارت إلى ان البرنامج يعمل حاليا على إنشاء مستودعات متنقلة في منطقة طويلة لزيادة القدرة التخزينية للغذاء، وهو أمر حيوي للغاية قبل بدء موسم الأمطار في شهر يونيو الذي من شأنه ان يجعل العديد من الطرق في دارفور غير سالكة وبالتالي يزيد من صعوبة حركة الشاحنات الكبيرة المحملة بالمساعدات الغذائية.
وشددت تشاتاراج في هذا الصدد على ضرورة توفير الدعم اللازم وضمان وصول المساعدات الإنسانية الآمن إلى جميع المناطق في السودان.
وفي التداعيات الصحية للحرب في السودان، أعلنت منظمة الصحة العالمية الخميس أن المركز الوحيد في العالم لأبحاث المايستوما (الورم الفطري)، وهو مرض مداري معد يصيب خصوصا الفئات المحرومة، قد دمر في الخرطوم بسبب الحرب في السودان.
وصرح مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان لوكالة فرانس برس: «لقد تضرر مركز أبحاث المايستوما في الخرطوم بشدة جراء الحرب وتعرض لدمار كبير».
وفي مقطع ڤيديو تلقته فرانس برس الأربعاء، يظهر مركز الأبحاث متضررا بشكل كبير، إذ يمكن خصوصا رؤية أسقف منهارة ورفوف مقلوبة ووثائق متناثرة.
وقال أحمد فحل مؤسس المركز «فقدنا كل المحتوى الموجود في بنوكنا البيولوجية وكانت فيها بيانات منذ أكثر من 40 سنة»، مضيفا أن هذا وضع «يصعب تحمله».
ولا يزال متعذرا على السلطات الصحية الوصول إلى موقع المركز، مما يحول دون «إجراء أي تقييم للأضرار»، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.