تبادلت الهند وباكستان إطلاق النار عند الحدود لليلة الثالثة على التوالي، منذ وقوع الهجوم الذي أسفر عن مقتل 26 مدنيا في الشطر الهندي من كشمير، حسبما أعلن الجيش الهندي أمس.
وتصاعدت التوترات بين الهند وباكستان بشكل كبير، في أعقاب الهجوم الذي نفذه مسلحون الاسبوع الماضي في باهالغام الواقعة في الشطر الهندي من كشمير، والذي أسفر عن مقتل 26 شخصا واتهمت نيودلهي إسلام أباد بالوقوف وراءه.
وأجرى الجيش الهندي تدريبات بحرية أمس ونشر صورا لسفن حربية تطلق صواريخ، في حين واصلت قوات الأمن البحث عن منفذي الهجوم الذي وقع في باهالغام.
كما ألقى باللوم على إسلام أباد في إطلاق نار «غير مبرر» من أسلحة خفيفة من مواقع للجيش الباكستاني، استهدف ليل أمس الأول القوات الهندية في قطاعي توماري غالي ورامبور.
وأضاف: «ردت قواتنا بالأسلحة الخفيفة المناسبة»، من دون الإشارة إلى سقوط ضحايا. وكان الجيش الهندي أفاد عن حوادث مماثلة عند الحدود في الليلتين السابقتين.
ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، نشرت الشرطة الهندية رسوما مركبة لثلاثة مشتبه فيهم، من بينهم مواطنان باكستانيان، واصفة إياهم بأنهم أعضاء في جماعة «عسكر طيبة» المسلحة التي تتخذ في باكستان مقرا.
إضافة إلى ذلك، عرضت الشرطة مكافأة مقدارها مليونا روبية (أكثر من 20 ألف يورو) في مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على المشتبه فيهم. وقد سلمت وزارة الداخلية الهندية التحقيق في الهجوم إلى وكالة التحقيقات الوطنية المعنية بمكافحة الإرهاب.
وأفاد بيان للوكالة أمس بأنه «يجري استجواب شهود العيان بدقة متناهية لربط تسلسل الأحداث التي أدت إلى واحدة من أسوأ الهجمات الإرهابية في كشمير».
من جهته، أكد رئيس وزراء باكستان شهباز شريف أن بلاده «منفتحة على المشاركة في أي تحقيق محايد وشفاف وموثوق» في الهجوم.
وأعلنت البحرية الهندية أنها أجرت تدريبات «لإعادة التحقق من جاهزية المنصات والأنظمة والطواقم لشن هجوم دقيق بعيد المدى»، دون توضيح مكان إجراء التدريبات. ونقلت صحيفة «إنديان إكسبريس» أمس عن مصدر حكومي رفيع المستوى قوله «سيكون هناك رد عسكري»، وأن المسؤولين «يناقشون طبيعة الهجوم».
وكرر رئيس الوزراء القومي الهندوسي ناريندرا مودي أمس تعهده بتحقيق العدالة لضحايا الهجوم. وقال في خطابه الإذاعي الشهري «يريد الإرهابيون ورعاتهم تدمير كشمير مجددا، ولهذا السبب دبرت هذه المؤامرة الكبرى».
من جانبه، دعا مجلس الأمن الدولي البلدين إلى «ضبط النفس»، خصوصا أنهما خاضا ثلاثة حروب منذ التقسيم في العام 1947.