بدعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، تم عقد لقاء في الرياض ضم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس السوري أحمد الشرع، بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «عبر تقنية الاتصال المرئي».
وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) انه تم خلاله «تناول مستقبل الأوضاع في سورية، وتأكيد أهمية استقرارها وسيادتها ووحدة أراضيها، وتحقيق الأمن والرخاء للشعب السوري، وكذلك بحث الأوضاع الإقليمية وأهمية العمل على إيجاد الحلول المناسبة لها».
وقال الرئيس الأميركي إن الرئيس السوري أحمد الشرع أبدى تجاوبا حيال مسألة التطبيع مع إسرائيل. وأردف لصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه من العاصمة السعودية إلى الدوحة «قلت له: آمل أن تنضموا (إلى الاتفاقات الإبراهيمية) بمجرد أن تستقر الأمور، فقال نعم. لكن أمامهم الكثير من العمل».
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الرئيس الأميركي قوله ان «رفع العقوبات عن سورية أمر مهم لاستقرار منطقة الشرق الأوسط والرئيس السوري رائع وجذاب وهو رجل قوي ولديه الكثير من الفرص للحفاظ على تماسك سورية».
ووصف اللقاء مع الرئيس السوري بأنه «كان جيدا جدا».
وثمن الرئيس السوري عاليا دعم كل من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وتركيا لسورية، مؤكدا أن قرار الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن بلاده «من شأنه فتح صفحة جديدة لإعادة بناء سورية وإحياء اقتصادها».
وأعرب في كلمة له أمام الاجتماع «عن شكره وتقديره لقرار الرئيس دونالد ترامب إزالة العقوبات عن سورية، وأن هذا القرار سيفتح صفحة جديدة لتمكين إعادة بناء سورية وإحياء اقتصادها والإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار فيها».
كما أعرب عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وللرئيس أردوغان «على جهودهما في دعم سورية وطلب رفع العقوبات عنها». وقال الرئيس الشرع في الكلمة إن دعم الدول الثلاث لسورية سيسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء للشعب السوري ويمكن سورية من الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها.
من ناحيته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حرص بلاده على أن تكون سورية دولة مستقرة ومزدهرة تعمل مع دول المنطقة ولا تشكل تهديدا لجيرانها.
وقال أردوغان خلال مشاركته في الاجتماع الذي انعقد قبل انطلاق أعمال مؤتمر القمة الخليجية - الأميركية، إن تركيا حريصة على مواصلة دعم دمشق في حربها ضد التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيم «داعش»، مبديا الاستعداد كذلك لتقديم الدعم فيما يتعلق بإدارة وتأمين مراكز الاحتجاز التي يحتجز فيها أعضاء التنظيم «الإرهابي».
وأوضح أردوغان أن قرار ترامب رفع العقوبات عن سورية يحظى بأهمية تاريخية، مؤكدا أن هذا القرار سيكون مثالا للدول الأخرى التي فرضت عقوبات على دمشق. وشدد على أن فرص الاستثمار ستشمل مختلف المجالات في سورية بعد قرار رفع العقوبات.
وتعليقا على الاجتماع، كتب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الذي كان بين الحضور، منشورا عبر منصة اكس قال فيه: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحى لأجل إعادة سورية إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سورية العظيمة، والحمد لله رب العالمين.
وأصدرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية بيانا حول اللقاء، أكدت فيه أن القادة شددوا على ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سورية، ودعم مسار التعافي وإعادة الإعمار.
وأوضح البيان أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أكد ضرورة هذه الخطوة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، بينما شدد الرئيس ترامب على التزام بلاده بالوقوف إلى جانب سورية في هذه المرحلة المفصلية، في حين عبر الرئيس الشرع عن امتنانه للدعم الإقليمي والدولي، مشددا على مضي سورية بثقة نحو المستقبل.
وتناول اللقاء أيضا سبل الشراكة السورية - الأميركية في مجال مكافحة الإرهاب، والتعاون في القضاء على تأثير الفاعلين من غير الدول، والمجموعات المسلحة غير السورية التي تعوق الاستقرار، بما في ذلك تنظيم «داعش» والتهديدات الأخرى، وفقا للبيان.
واختتم البيان بالإشارة إلى اجتماع مرتقب سيعقد بين وزير الخارجية السوري ونظيره الأميركي، بهدف متابعة التنسيق الثنائي وتفعيل التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال اللقاء.