أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس أمس أن بلاده ستساعد أوكرانيا لكي تصنع على أراضيها صواريخ بعيدة المدى يمكنها إصابة أهداف داخل روسيا، وذلك بعد اعلان الاتحاد الاوروبي انه لا مدى محددا للاسلحة التي سيزود بها أوكرانيا. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده في برلين مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قبل ان يوقع وزيرا دفاع البلدين بروتوكول اتفاقا بشأن حيازة أنظمة صاروخية بعيدة المدى أوكرانية الصنع. وأضاف ميرتس «لن تكون هناك قيود مفروضة على المدى، ما سيمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها بشكل تام بما في ذلك ضد أهدف عسكرية خارج أراضيها الوطنية». وأكد «أننا نجتاز اليوم مرحلة أولى في التعاون بين ألمانيا وأوكرانيا في مجال إنتاج الأسلحة البعيدة المدى، وسيكون هذا تعاونا على المستوى الصناعي قد يتم سواء في أوكرانيا أو هنا في ألمانيا»، مضيفا «لن نكشف أي تفاصيل إضافية حتى إشعار آخر».
وتابع أن «وزيري دفاعنا باشرا العمل معا بصورة وثيقة في هذا المجال، نريد أن نتيح (حيازة) أسلحة بعيدة المدى. ونريد أيضا إتاحة الانتاج المشترك، وسنناقش بعض هذه المسائل في جلسات خاصة».
وكان ميرتس لفت في مقابلة تلفزيونية هذا الاسبوع إلى أنه «لم يعد هناك أي قيود على مدى الأسلحة التي تسلم لأوكرانيا، سواء من جانب البريطانيين أو الفرنسيين أو من جانبنا، أو من جانب الولايات المتحدة». وقال «هذا يعني أنه بإمكان أوكرانيا الآن الدفاع عن نفسها مثلا بمهاجمة مواقع عسكرية في روسيا».
من جهته، حض زيلينسكي حلف شمال الأطلسي «ناتو» على دعوة كييف إلى قمته المقبلة المقررة في يونيو، معتبرا أن عدم القيام بمثل هذه الخطوة سيمنح «نصرا» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال زيلينسكي معلقا على القمة المقرر عقدها في 24 و25 يونيو في لاهاي بهولندا، «إن لم تكن أوكرانيا حاضرة، سيكون هذا انتصارا لبوتين، إنما ليس على أوكرانيا، بل على الحلف الأطلسي. القرار يعود إذن لشركائنا».
وقبل توجهه إلى برلين، دعا الرئيس الأوكراني إلى قمة ثلاثية مع الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في إطار سعيه لدفع موسكو لإيقاف هجومها الذي بدأ قبل ثلاث سنوات. وأوضح زيلينسكي في تصريحات نشرت أمس أنه «إذا لم يكن بوتين مرتاحا لاجتماع ثنائي، أو إذا كان الجميع يفضلون أن يكون الاجتماع ثلاثيا، فلا مانع لدي. أنا جاهز لأي صيغة».
وقال «ننتظر العقوبات من الولايات المتحدة الأميركية».
وأضاف «أكد ترامب أنه ما لم تتوقف روسيا، فسيتم فرض عقوبات. ناقشنا جانبين رئيسيين معه: الطاقة والنظام المصرفي. هل سيكون بإمكان الولايات المتحدة فرض عقوبات على هذين القطاعين؟ أرغب كثيرا في أن يتم ذلك». وسارع الكرملين أمس إلى استبعاد عقد الاجتماع هذا، ما لم يتم التوصل إلى اتفاقات مسبقة. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن «اجتماعا كهذا يجب أن يكون نتيجة اتفاق متين يتوصل إليه الوفدان الروسي والأوكراني».
وأفاد زيلينسكي بأن روسيا «تحشد» أكثر من 50 ألف جندي عند خط الجبهة حول منطقة سومي الحدودية (شمال شرق) حيث سيطر الجيش الروسي على عدد من القرى في وقت يسعى لإقامة ما وصفه بوتين بأنه «منطقة عازلة» داخل الأراضي الأوكرانية. وأعلنت روسيا أمس سيطرتها على قرية في منطقة سومي.
كذلك، لفت زيلينسكي إلى أن أوكرانيا لم تتسلم بعد «مذكرة» وعدت بها روسيا بشأن مطالبها في ما يتعلق بالسلام.
بدوره، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه سيتم قريبا إعلان تفاصيل الجولة الثانية من المفاوضات والتي أعربت موسكو عن عدم ممانعتها ان تعقد في اسطنبول التي استضافت الجولة الاولى ايضا.