اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن المقترح الأميركي لوقت إطلاق النار في قطاع غزة ووافقت عليه إسرائيل «لا يستجيب لأي من مطالب شعبنا».
وقال عضو المكتب السياسي للحركة باسم نعيم صرح إن «رد الاحتلال في جوهره يعني تأبيد الاحتلال واستمرار القتل والمجاعة، ولا يستجيب لأي من مطالب شعبنا وفي مقدمها وقف الحرب والمجاعة»، لكنه تدارك «مع ذلك، تدرس قيادة الحركة بكل مسؤولية وطنية الرد على المقترح».
لكن مصدرا قريبا من «حماس» قال لفرانس برس إن المقترح الجديد«يعتبر تراجعا عن المقترح السابق»الذي كان يتضمن التزاما أميركيا بشأن مفاوضات وقف النار الدائمة.
وقال مصدران قريبان من المفاوضات إن المقترح الأميركي الجديد يشتمل على هدنة لستين يوما يمكن تمديدها حتى سبعين، وإفراج حماس عن 10 رهائن أحياء و9 قضوا، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين خلال الأسبوع الأول، على أن تتم في الأسبوع الثاني عملية تبادل ثانية تشمل العدد نفسه من الرهائن الأحياء والأموات.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كاورلاين ليفيت إن الرئيس دونالد ترامب والموفد الأميركي ستيف ويتكوف«أرسلا إلى حماس اقتراحا لوقف إطلاق النار وافقت عليه إسرائيل وأيدته».
وأضافت أن «إسرائيل وقعت على هذا الاقتراح قبل إرساله إلى حماس».
وبعد ذلك دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الجمعة إلى استخدام«كامل القوة»في غزة.
وكتب بن غفير على تلغرام متوجها إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد أن رفضت حماس مرة أخرى اقتراح الاتفاق، لم تعد هناك أي أعذار. وأضاف: «يجب أن ينتهي الارتباك والتخبط والضعف. أضعنا حتى الآن الكثير من الفرص. حان الوقت للدخول بكامل القوة دون تردد لتدمير وقتل حماس حتى آخر عنصر فيها».
وبالنسبة إلى الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر، رأى المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركه الجمعة أن «غزة هي المكان الأكثر جوعا في العالم، حيث100% من السكان معرضون لخطر المجاعة».
وقال ينس لاركه بمؤتمر صحافي دوري للأمم المتحدة في جنيڤ «إنها المنطقة المحددة الوحيدة، البلد أو القطاع المحدد الوحيد داخل بلد، حيث كل السكان معرضون لخطر المجاعة. 100 في المئة من السكان معرضون لخطر المجاعة».
إلى ذلك، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة، أن الاعتراف بدولة فلسطينية «ليس مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي»، معددا بعض الشروط من أجل القيام بذلك، قبل مشاركته في 18 يونيو في مؤتمر للأمم المتحدة حول هذه المسألة.
كما أكد ماكرون خلال مؤتمر صحافي في سنغافورة، أن على الأوروبيين «تشديد الموقف الجماعي حيال إسرائيل في حال لم تقدم ردا بمستوى الوضع الإنساني خلال الساعات والأيام المقبلة»في قطاع غزة.
وفي هذه الحال، رأى أن على الاتحاد الأوروبي «تطبيق تنظيماته «أي»وضع حد لآليات تفترض احترام حقوق الإنسان، وهي ليست الحال اليوم، وفرض عقوبات»، في إشارة إلى اتفاق الشراكة بين الدول الـ27 وإسرائيل والذي يعتزم التكتل مراجعته.
وتابع «إذا نعم، فعلينا تشديد موقفنا لأن هذه ضرورة اليوم، لكن ما زال لدي أمل في أن حكومة إسرائيل ستلين موقفها وسيكون هناك أخيرا استجابة إنسانية».
ورأى ماكرون أن «قيام دولة فلسطينية بشروط ليس مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي»، من دون أن يوضح ما إذا كان سيعترف بدولة فلسطينية.
وعدد الشروط لذلك، فذكر«إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل ما أشعل الحرب في قطاع غزة، و نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) و عدم مشاركتها في حكم الدولة الفلسطينية المزمعة، واعتراف الدولة الفلسطينية بإسرائيل وبحقها في العيش بأمان وإقامة بناء أمني في المنطقة برمتها».
وأضاف في إشارة إلى المؤتمر«هذا ما سنحاول تكريسه من خلال لحظة مهمة في 18يونيو معا».
في الأثناء، أفادت نائبة فرنسية فلسطينية بأن الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا ثونبرغ ستبحر مع نشطاء آخرين الأحد إلى غزة على متن سفينة إنسانية احتجاجا على الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع.
وينظم الرحلة أسطول الحرية، وهو تحالف من مجموعات معارضة للحصار الذي فرضته إسرائيل في 2 مارس على غزة ولم تبدأ برفعه إلا مؤخرا.
وقالت ريما حسن، عضو البرلمان الأوروبي المشاركة في الرحلة، إن العملية لها أهداف متعددة منها: إدانة الحصار الإنساني والإبادة الجماعية المستمرة والإفلات من العقاب الممنوح لدولة إسرائيل ورفع مستوى الوعي الدولي.