توافد أكثر من مليون و650 ألفا من حجاج بيت الله الحرام من خارج المملكة العربية السعودية وداخلها إلى مكة المكرمة أمس ليبدأوا مناسك الحج لهذا العام 1446هـ..
وبعيون مملوءة بالدموع وقلوب تسكنها الطمأنينة والخشوع، أدى مئات الآلاف من ضيوف الرحمن طواف القدوم في المسجد الحرام، قبل انتقالهم إلى مشعر منى لقضاء ليوم التروية اليوم الموافق الثامن من ذي الحجة، وسط إجراءات مشددة لضمان سلامة وأمن الحجيج.
ويتجه حجاج بيت الله الحرام في اليوم الثامن من ذي الحجة والمسمى بـ«يوم التروية» محرمين على اختلاف نسكهم ـ متمتعين وقارنين ومفردين ـ إلى صعيد منى اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ويستحب التوجه إلى منى قبل الزوال ـ أي قبل الظهر ـ فيصلي بها الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرا للصلاة الرباعية ومن دون جمع، ولا فرق في ذلك بين أهل مكة المكرمة وغيرهم، والسنة أن يبيت الحاج في منى يوم التروية.
وعندما يصلي الحاج فجر التاسع من ذي الحجة ينتظر حتى طلوع الشمس يتجه صوب عرفات بهدوء وسكينة ملبيا ومكبرا وذاكرا لله تعالى.
هذا وأنهت الجهات المعنية جميع استعداداتها لتفويج أكثر من مليون حاج إلى مشعر منى اعتبارا من مساء أمس، فيما يتم تصعيد نحو 650.000 حاج مباشرة من مكة إلى مشعر عرفات، بدءا من صباح اليوم الثامن، بحسب د. محمد القرني مدير عام الحج والعمرة بالمركز العام للنقل في الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الذي أكد في تصريح إلى قناة «العربية» أنه تم أمس اكتمال مرحلة القدوم لحجاج الخارج عبر التنقل بين مكة المكرمة والمدينة لمدة 36 يوما ماضية، ولم يتم تسجيل أي حالات أو حوادث تعوق حركة الحجاج في هذه المرحلة، التي أعقبها استقبال حجاج الداخل.
وأضاف: ستبدأ مرحلة التروية للتصعيد من منى إلى عرفات عبر ثلاثة أنماط من النقل، وذلك عبر قطار المشاعر بـ 316 ألف حاج، في حين أن النقل المتعدد والنقل التقليدي، سينقل ما يقارب 720 ألف حاج، هذه الأعداد تشمل وصولهم واستقرارهم في عرفات صباح يوم غد التاسع من ذي الحجة، حيث سيتم نقلهم من خلال منظومة النقل التي يشرف عليها المركز العام للنقل.
من جهته، أعلن وزير الحج والعمرة د. موفق الربيعة ان حج العام الحالي 1446هـ، يشهد تشديدا كبيرا على التأكد من مدى حصول الحاج على تصريح للحج، حرصا على سلامة ضيوف الرحمن، وضمانا لتجربتهم الإيمانية الكاملة، في ظل تنظيم دقيق يليق بمكانة الشعيرة وعظمة المناسبة، بحسب ما نقلت عنه قناة «الإخبارية السعودية».
وأكد وزير الحج أن «من لا يحمل بطاقة (نسك) لا يسمح له بدخول الحرم أو المشاعر أو استخدام وسائل النقل».
بدوره، النائب العام الشيخ سعود المعجب شدد على التزام السلطات الراسخ بحماية المشاعر المقدسة ومنع أي تجاوز يمس حرمتها أو يخل بأمن الحج وسلامة ضيوف الرحمن وسنطبق الإجراءات الجزائية بكل حزم وعدالة. وأكد المعجب ان مواجهة حملات الحج الوهمية من أولوياتنا لما تنطوي عليه من جرائم احتيال وسلب للأموال.
وأعلن رئيس هيئة الطيران المدني عبدالعزيز الدعيلج أن أكثر من 1.400 مليون حاج قدموا جوا عبر مطارات المملكة في أكثر من 10 آلاف رحلة دولية.
وفي هذه الأثناء أصدرت وزارة الداخلية السعودية دليلا بالتعليمات والإرشادات التي تسهم في المحافظة على أمن وسلامة ضيوف الرحمن.
ويستعرض الدليل أوقات الذروة في المسجد الحرام وساحاته، وإرشادات استخدام المركبات خلال موسم الحج، والتعليمات الخاصة بإدارة وتنظيم المشاة والحشود التي تقتضي التقيد بأوقات التفويج المحددة لأداء الحجاج الطواف والسعي وعند رمي الجمرات خلال مراحل أداء الفريضة كافة، بجانب عدد من الإرشادات التي تسهم في المحافظة على الأمن والسلامة وأداء النسك بيسر وطمأنينة، والتعريف بأنظمة وتعليمات أداء الحج (لا حج بلا تصريح) والعقوبات المقررة على مخالفيها.
وأعلنت الوزارة أنه من صباح اليوم الـ 5 حتى نهاية اليوم الـ 13 من ذي الحجة، تمنع جميع أنواع المركبات من الدخول إلى المشاعر المقدسة، ويستثنى من ذلك مركبات نقل الحجاج المرخصة وسيارات المشرفين والموظفين والخدمات المصرح لها بالدخول.
وأكدت الوزارة «منع التصوير ورفع الأعلام السيـاسيـة والمـذهبيـة والهتافات بجميع أشكالها في المشاعر المقدسة».
وحذرت الوزارة من أن المقيمين المخالفين لشرط الحصول على تصريح للحج سيعاقبون بالترحيل والمنع من دخول المملكة لمدة 10 سنوات، مشددة على أن الحصول على تصريح حج نظامي شرط أساسي لأداء فريضة الحج.
وأطلق تطبيق (بلدي+) السعودي أمس، تجربة رقمية متكاملة ضمن موسم الحج بالشراكة مع الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بهدف تسهيل رحلة ضيوف الرحمن عبر خرائط تفاعلية دقيقة تعكس الواقع الميداني وتسهم في الارتقاء بجودة الخدمات البلدية المقدمة داخل المشاعر المقدسة.
درون «الصقر».. تقنية جديدة لخدمة منظومة الحج
أطلقت السعودية ممثلة في المديرية العامة للدفاع المدني طائرة الدرون «صقر»، وهي تقنية جديدة لخدمة منظومتها بالحج في حالات الإطفاء أو الإنقاذ في الأماكن المرتفعة أو صعبة الوصول. وتعمل الطائرة 12 ساعة بارتفاعات عالية وحمولة تصل إلى نحو 40 كيلوغراما بنظام إطفاء متعدد الأغراض وأنظمة إنقاذ وتحكم وأمان وكاميرات حرارية مع إمكانية بث مباشر للموقع وقابلية الربط بمركز القيادة والتحكم. وتتميز الطائرة المسيرة «صقر» بقيادة ذاتية مدعومة بالذكاء الاصطناعي كما تتعدد استخداماتها في المباني الشاهقة والمواقع الصناعية أو المحتوية على مواد خطرة والمناطق المزدحمة وحرائق الغابات، إضافة إلى تميزها بسرعة الاستجابة العالية وتقليل المخاطر على الأفراد ودعم اتخاذ القرار عبر التصوير اللحظي.