بيروت - بولين فاضل
- الرئيس اللبناني يندد بـ"استباحة سافرة" لاتفاق وقف النار بعد الغارات الإسرائيلية: لن نرضخ أبداً
شنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي عدة غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت ، بعد وقت قصير من إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلاء مبانٍ في الحدت وحارة حريك وبرج البراجنة، تمهيدا لقصف مواقع قال إن حزب الله يستخدمها لتصنيع مسيرات، نتج عنه حركة نزوح كبيرة للسكان.
وقالت الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية إن طائرات استطلاع مسيرة تابعة للاحتلال الاسرائيلي حلقت بشكل مكثف في أجواء الضاحية الجنوبية من العاصمة بيروت وذلك عقب تهديدات اسرائيلية باستهداف أبنية في الضاحية.
وأفادت الوكالة بأن شوارع الضاحية الجنوبية من بيروت شهدت حركة نزوح كثيفة للسكان بالتزامن مع اطلاق نار كثيف لإخلاء الأبنية المهددة ما أدى إلى ازدحام كبير في السير ولاسيما في المناطق المحيطة بالمباني التي هدد الاحتلال الإسرائيلي باستهدافها.
وبالتزامن مع أولى الغارات على حارة حريك، قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي أدرعي إن "الجيش يهاجم أهدافاً تابعة للوحدة الجوية في حزب الله (الوحدة 127) في ضاحية بيروت الجنوبية".
وأفاد عدد من سكان برج البراجنة لـ"الأنباء"، ان المنطقة اهتزت بقوة جراء دوي الصواريخ. وقال قاسم من سكان عين السكة في البرج، "غالبية الاهالي لم يغادروا، واقتصر الأمر على القاطنين على مسافة قريبة من الأماكن المحددة من قبل العدو الإسرائيلي".
كما اصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرا إلى سكان قرية عين قانا في قضاء النبطية في جنوب لبنان داعياً إياهم للاخلاء.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الضربة على الضاحية تعد الأكبر منذ وقف إطلاق النار، وإن الجيش وضع منظومات الدفاع الصاروخية في شمال إسرائيل على أهبة الاستعداد تحسبا لأي طارئ.
وكان الجيش الإسرائيلي وبلسان المتحدث باسمه وجه إنذاراً عاجلاً للمتواجدين في الضاحية الجنوبية في بيروت وخاصة في أحياء ببلدات الحدت، حارة حريك، برج البراجنة. وطلب إخلاء خمسة مبان محددة بالأحمر وفق خرائط مرفقة، إضافة الى إخلاء المباني المجاورة لها والإبتعاد لمسافة لا تقل عن 300 متر قائلاً إن السكان موجودون بالقرب من منشآت تابعة ل"حزب الله".
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه "سيستهدالف بنى تحتية تحت الأرض مخصصة لتصنيع المسيرات". وقال إنه "على رغم من التفاهمات القائمة بين إسرائيل ولبنان، فإن الجيش الإسرائيليّ رصد أنّ الوحدة الجوية التابعة للحزب (الوحدة 127) تعمل على تصنيع آلاف الطائرات المسيّرة، بتوجيه وتمويل من جهات إيرانية".
وأضاف: "بعد أن استخدم "الحزب" الطائرات المسيّرة بشكل واسع كعنصر أساسيّ في هجماته ضد إسرائيل، يعمل على تعزيز صناعة المسيّرات تحضيرًا للحرب المقبلة مع إسرائيل".
وقال: "هذه الأنشطة هي خرق فاضح للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، وإنّ حزب الله يضع الدولة اللبنانية أمام تحديات ويقوّض تنفيذ هذه التفاهمات".
وتعليقا على الغارات الاسرائيلية ، أعرب رئيس الجمهورية العماد جوزف عون عن إدانته الشديدة للعدوان الإسرائيلي على محيط العاصمة اللبنانية بيروت ، مؤكداً "ان هذه الاستباحة السافرة لاتفاقٍ دولي، كما لبديهيات القوانين والقرارات الأممية والإنسانية، عشية مناسبة دينية مقدسة، إنما هي الدليل الدامغ على رفض المرتكب لمقتضيات الاستقرار والتسوية والسلام العادل في منطقتنا، وهي رسالة يوجّهها مرتكب هذه الفظاعات، الى الولايات المتحدة الاميركية وسياساتها ومبادراتها أولاً، عبر صندوق بريد بيروت ودماء أبريائها ومدنييها. وهو ما لن يرضخ له لبنان أبداً".
رئيس الحكومة نواف سلام دان بدوره "بشدة التهديدات والاستهدافات الإسرائيلية المتكررة للبنان"، معتبراً أنها تشكل “استهدافاً ممنهجاً ومتعمدًا للبنان، وأمنه، واستقراره، واقتصاده، خصوصاً عشية الأعياد والموسم السياحي”.
واكد الرئيس سلام أن" هذه الاعتداءات تمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية وللقرار الدولي 1701، مطالباً المجتمع الدولي" بتحمل مسؤولياته لردع إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها، وإلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية".
وفي وقت كانت الغارات الإسرائيلية تتوالى على الضاحية الجنوبية، إستمرت الحركة طبيعية في مطار بيروت الدولي. وقال المدير العام للطيران المدني المهندس أمين جابر ل"الانباء": "الحركة طبيعية في المطار، وما من تعديل على جدول الرحلات"، مضيفاً إنه "تم إتخاذ إجراءات بإستخدام المدرج البحري للهبوط والاقلاع".