- الحرس الثوري يستهدف مقري «الموساد» و«أمان» في تل أبيب بصواريخ دقيقة
- «الوكالة الذرية»: أدلة جديدة على تعرض الجزء السفلي من منشأة «نطنز» لأضرار
طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بـ «استسلام غير مشروط»، محذرا إياها من شن هجمات إضافية على إسرائيل.
وكتب ترامب على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي (تروث سوشال) أمس: «نعرف بالتحديد أين يختبئ المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. هو هدف سهل، لكنه في مأمن هناك. لن نقضي عليه (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الحالي».
وأضاف «لا نريد أن تطلق الصواريخ على المدنيين أو الجنود الأميركيين. صبرنا يقترب من النفاد. شكرا لاهتمامكم بهذه المسألة».
وتابع: «استسلام غير مشروط!». وزاد: «لدينا الآن سيطرة كاملة وشاملة على سماء إيران».
واستطرد الرئيس الأميركي بالقول: «إيران كانت تمتلك أجهزة تتبع جوية جيدة ومعدات دفاعية أخرى، بل ووفرة منها، لكنها لا تقارن بالمعدات الأميركية الصنع.. المعدات التي لا أحد يتقنها أكثر من الولايات المتحدة الأميركية».
في هذه الأثناء، قال المستشار الألماني فريدريتش ميرتس في مقابلة مع تلفزيون «فيلت تي في»، على هامش مشاركته بقمة مجموعة السبع في كندا، إن الهجمات الحالية على إيران قد تقضي على قيادتها.
وأضاف «أعتقد أن هجمات الأيام الأخيرة أضعفت النظام إلى حد كبير، ومن غير المرجح أن يعود إلى قوته السابقة، مما يجعل مستقبل إيران غير مؤكد».
وردا على سؤال عن احتمال مشاركة الولايات المتحدة في الهجوم على إيران، ألمح المستشار الألماني إلى ان واشنطن ربما تدرس ذلك، وقال «لا يوجد قرار بعد من قبل الحكومة الأميركية» بهذا الشأن.
واستدرك «يعتمد الأمر الآن إلى حد كبير على مدى استعداد النظام في إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات، وإلا، فقد تحدث تطورات أخرى من هذا النوع».
في سياق متصل، نقل موقع «والا» الإخباري الإسرائيلي عن مسؤولين أميركيين قولهم إن «ترامب يفكر بجدية في شن هجوم على إيران ويناقش ذلك بشكل حاسم مع مستشاريه».
جاء ذلك فيما قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إن ترامب قد يرى حاجة إلى اتخاذ «إجراء إضافي» ضد البرنامج النووي الإيراني.
وكتب فانس بحسابه الرسمي على منصة «إكس» إن «الرئيس ترامب أظهر انضباطا ملحوظا في إبقاء تركيز جيشنا منصبا على حماية قواتنا وحماية مواطنينا»، لكنه «قد يقرر اتخاذ إجراء إضافي لإنهاء تخصيب اليورانيوم الإيراني».
وكان ترامب قد قال في وقت سابق إنه يسعى إلى «نهاية حقيقية» للصراع بين إسرائيل وإيران»، محذرا من أن طهران قريبة جدا «من امتلاك سلاح نووي، مؤكدا أنه يتعين عليها التخلي عن برنامجها النووي «بشكل كامل ونهائي».
وأوضح ترامب في تصريح للصحافيين بواشنطن قادما من كندا، حيث شارك في قمة مجموعة السبع الكبرى (G7): «نسعى لما هو أفضل من وقف النار في إيران»، ملمحا إلى احتمال أن يرسل نائبه جيه. دي. فانس، أو مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف للتفاوض مع الإيرانيين.
وحول الهجمات الإسرائيلية، قال ترامب لدى مغادرته قمة مجموعة السبع مبكرا عما كان مقررا من قبل «أتوقع عدم تخفيف إسرائيل لهجماتها على إيران»، مشددا على أنه لم يقل إنه يسعى لوقف النار بين الجانبين.
وردا على احتمال إرسال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أو نائب الرئيس جيه.دي فانس للقاء مسؤولين إيرانيين، قال ترامب لقناة «سي.بي.إس» الاخبارية: «ربما».
وتابع: «الأمر يعتمد على ما سيحدث عند عودتي».
وقبيل ذلك، دعا الرئيس الاميركي إلى ضرورة إخلاء العاصمة الإيرانية طهران «فورا».
وقال ترامب في تغريدة على منصته التواصل الاجتماعي (تروث سوشيال): قلت مرارا وتكرارا انه لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي. وتابع: كان ينبغي على طهران توقيع الاتفاق الذي طلبت منها توقيعه.
ولاحقا، نقلت شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن تصريح ترامب بشأن الإخلاء الفوري لطهران «يعكس إلحاح الرئيس ترامب على ضرورة عودة إيران إلى المفاوضات».
من جهته، أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث نشر «قدرات إضافية» لجيش بلاده في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية التي تشمل إيران وإسرائيل والشرق الأوسط بشكل عام.
وقال هيغسيث في منشور على (إكس): «أصدرت توجيهات بنشر قدرات إضافية في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية».
وأضاف أن «حماية القوات الأميركية تعد من أهم أولوياتنا وتهدف عمليات النشر هذه إلى تعزيز وضعنا الدفاعي في المنطقة».
وعلى صعيد ذي صلة، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يجب العودة للمفاوضات الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني، مشددا على أن حصول طهران على سلاح نووي أمر غير مقبول.
وتابع: مستعدون للمشاركة في مفاوضات جادة مع إيران بشأن برنامجها النووي، داعيا إلى وقف الضربات ضد المدنيين في كلا الجانبين.
وحذر ماكرون من أن فرض تغيير النظام في إيران بالقوة سيكون خطأ استراتيجيا
وعقب تصريحات الرئيس ترامب، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن الحرس الثوري الايراني قوله: نطالب جميع المدن الإسرائيلية بالاخلاء، فيما ذكرت وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية بأن دوي انفجارات سمع شرقي طهران، كما تم تفعيل الدفاعات الجوية في قزوين شمال غربي إيران وفي الاهواز جنوبي غربي البلاد.
وتعليقا على الانفجارات التي شهدتها طهران، نفت وزارة الدفاع الأميركية «الپنتاغون» صحة التقارير التي تحدثت عن مشاركة طائرات أميركية في ضربات على إيران. وأكد البيت الأبيض ان القوات الأميركية تحافظ على وضعها الدفاعي في المنطقة. وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيت ان الاتفاق مع إيران مطروح وعليها التحرك، مؤكدا أن الرئيس ترامب يأمل أن يكون هناك سلام. وأضاف: نحن أقوياء ومستعدون ونتخذ موقفا دفاعيا.
وقد شهدت العاصمة الإيرانية طهران مشاهد غير مسبوقة فجر أمس، تمثلت في تدفق كثيف للمدنيين للخروج من المدينة، وذلك بعد تصريح الرئيس ترامب الذي طلب فيه من «الجميع إخلاء طهران فورا».
على صعيد تطورات الميدانية للحرب الإسرائيلية ـ الإيرانية، شنت إسرائيل ضربات جديدة وصفتها بأنها «أشد وأوسع» من الهجمات السابقة، مشيرة إلى انها حققت «اختراقات جديدة»، فيما أكد الحرس الثوري في بيان نقلته وكالة أنباء (مهر) أن إيران قصفت بالصواريخ الباليستية القاعدة الإسرائيلية التي انطلقت منها صواريخ قصفت مبنى الإذاعة والتلفزيون الرسمي الإيراني أمس الاول مما أسفر عن مقتل موظفين بالمبنى.
واندلع حريق أمس في مقر التلفزيون الرسمي أمس، الذي ارجع «مشاهد الدخان الجديد إلى الرياح».
ونقلت القناة الـ14 الإسرائيلية الرابعة عن مصدر عسكري لم تسمه قوله ان «طهران ستحترق»، مشيرة إلى عملية شاملة استهدفت المقرات الرسمية ومنشآت الحرس الثوري في طهران.
وقالت إسرائيل ان هجماتها الجديدة استهدفت مواقع عسكرية في إيران وقتلت قائدا عسكريا رفيع المستوى، وهو وما ردت عليه طهران بصواريخ ومسيرات كان من بين أهدافها مقر لجهاز الاستخبارات الخارجية «للموساد»في تل أبيب.
وسقطت صواريخ وشظايا في منطقة تل أبيب وسط إسرائيل وفق الشرطة التي قالت إنها لم تسفر عن إصابات. وقال الجيش إن المسعفين توجهوا إلى عدة مناطق بع «سقوط قذائف» فيها. وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان ان طائراته الحربية هاجمت «مقر قيادة في قلب طهران وقضت على علي شادماني رئيس أركان الحرب الذي عين حديثاً في ايران وأعلى قائد عسكري والأكثر قربا إلى الزعيم الاعلى الإيراني علي خامنئي».
وأوضح الجيش أنه نفذ «عدة ضربات واسعة النطاق» في غرب إيران أصابت «عشرات من منشآت تخزين وإطلاق صواريخ أرض-أرض»، بالإضافة إلى «منصات إطلاق صواريخ أرض-جو ومواقع لتخزين المسيرات».
من جانبه، أفاد الحرس الثوري بأنه ضرب أمس مركزا للاستخبارات العسكرية (أمان) ومركز تخطيط لجهاز «الموساد» في تل أبيب «اندلعت فيه النيران».
وفي سياق متصل، قالت طهران إنها دمرت «أهدافا استراتيجية» باستخدام طائرات مسيرة في تل أبيب وحيفا.
وأعلن قائد القوات البرية الإيراني الجنرال كيومرث حيدري أن «هجمات مكثفة بطائرات مسيرة، باستخدام أسلحة جديدة ومتطورة، بدأت وستشتد في الساعات المقبلة».
وفي السياق، أسقطت أنظمة الدفاع الجوية الإيرانية أمس مسيرتين إسرائيليتين غرب مدينة مشهد شمال شرقي البلاد.
وأعلن أميرالله شمقدري، معاون الشؤون الأمنية بمحافظة خراسان، أن أنظمة الدفاع الجوي في مشهد تمكنت من إسقاط طائرتين مسيرتين صغيرتين إسرائيليتين، حاولتا استهداف منشآت في المدينة، حسبما نقلت عنه وكالة انباء (تسنيم). وأوضح شمقدري أنه سمع دوي انفجار غرب مدينة مشهد، ناجم عن تفعيل أنظمة الدفاع الجوي التي رصدت عددا من المسيرات وتمكنت من إسقاطها فورا. وأضاف أنه تم رصد طائرة مسيرة أخرى في محيط مطار مشهد الدولي، حيث تم التعامل معها بشكل فوري وإسقاطها قبل أن تشكل أي تهديد أمني. وأشاد شمقدري بالجهوزية العالية للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، مشيرا إلى أن «هذا المستوى من اليقظة هو الذي وفر الطمأنينة والاستقرار لأهالي خراسان رضوي»، مؤكدا أن هذه الأجهزة «ثابتة في مواقعها، وعيونها الساهرة هي الضمان لراحة المواطنين».
إلى ذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الجزء السفلي من مفاعل «نطنز» تعرض على ما يبدو لأضرار مباشرة خلال الضربات الإسرائيلية على إيران. وقالت الوكالة في منشور على «إكس» أمس «استنادا إلى التحليلات المستمرة لصور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة التي جمعت بعد هجمات الجمعة، حددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عناصر إضافية تشير إلى أضرار مباشرة في قاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز».