خديجة حمودة ووكالات
شدد عدد من الدول العربية والإسلامية، منها الكويت في بيان مشترك على ضرورة وقف الأعمال العدائية الإسرائيلية ضد إيران التي تأتي في توقيت يشهد الشرق الأوسط مستويات متزايدة من التوتر. وأكدت أهمية العمل على خفض التوتر وصولا إلى وقف لإطلاق النار وتهدئة شاملة.
وذكرت وزارة الخارجية والهجرة المصرية أن ذلك جاء في بيان مشترك لوزراء خارجية كل من: مصر والكويت والسعودية والإمارات والبحرين وقطر وعمان والأردن وباكستان وبروناي دار السلام وتركيا وتشاد وغامبيا والجزائر والقمر المتحدة وجيبوتي والسودان والصومال والعراق وليبيا وموريتانيا في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة وتصاعد حالة التوتر لحدود غير مسبوقة في الشرق الأوسط نتيجة للعدوان الإسرائيلي على إيران.
وأكد الوزراء رفض وإدانة الهجمات الإسرائيلية ضد إيران وكذلك أي ممارسات تمثل خرقا للقانون الدولي ومبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة وضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها ومبادئ حسن الجوار وتسوية النزاعات بالسبل السلمية.
وأعربوا عن القلق البالغ حيال هذا التصعيد الخطير الذي ينذر بتداعيات جسيمة على أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
وأكدوا أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وفق القرارات الدولية ذات الصلة ودون انتقائية، مشددين على ضرورة سرعة انضمام جميع دول المنطقة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
كما شددوا على ضرورة عدم استهداف المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفق قرارات الوكالة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة لما يمثله ذلك من خرق سافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني بموجب ميثاق جنيف لعام 1949.
وأكد البيان المشترك ضرورة العودة الى مسار المفاوضات في أسرع وقت ممكن باعتباره السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق مستدام حول البرنامج النووي الإيراني.
وشدد على أهمية احترام حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية وفقا لقواعد القانون الدولي ذات الصلة وعدم تقويض أمن الملاحة الدولية.
وأكد البيان أن السبيل الوحيد لحل الأزمات في المنطقة يتمثل في الديبلوماسية والحوار والالتزام بمبادئ حسن الجوار وفقا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشددا على أنه لا يمكن تسوية الأزمة الراهنة بالسبل العسكرية.
من ناحية آخرى، حض وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا «الترويكا الأوروبية» إيران على «العودة بأسرع ما يمكن ومن دون شروط مسبقة إلى طاولة المفاوضات» حول برنامجها النووي، بحسب ما أفاد مصدر ديبلوماسي فرنسي.
وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس أن جان نويل بارو وديفيد لامي ويوهان فاديبول الذين أجروا مباحثات مساء أمس الأول مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، «دعوا إيران إلى الإحجام عن أي هروب إلى الأمام بما يتعارض مع المصالح الغربية، وأي توسع إقليمي وأي تصعيد نووي» على غرار وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو الخروج من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية أو تخطي نسب التخصيب المسموح بها.
وكانت «الخارجية» الإيرانية قد قالت إن الوزير عباس عراقجي الذي يقود المفاوضات عن بلاده، أجرى اتصالا هاتفيا مع نظرائه الفرنسي والبريطاني والألماني وكايا كالاس.
واعتبر عراقجي أن الهجوم الإسرائيلي على إيران هو بمنزلة «ضربة» للديبلوماسية.
وقال إن «العدوان الإسرائيلي على إيران في وسط المفاوضات (مع الولايات المتحدة حول الملف النووي) يسدد ضربة للديبلوماسية». في المقابل، نقل الوزراء الثلاثة إلى إسرائيل رسائل حول «ضرورة عدم استهداف السلطات والبنى التحتية والسكان المدنيين» في ضرباتها على إيران، وفق ما ذكر المصدر الديبلوماسي الفرنسي.
جدير بالذكر أن الدول الأوروبية الثلاث أطراف، إلى جانب الصين وروسيا، في الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي أبرم في 2015 وانسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بصورة أحادية خلال ولايته الأولى.