قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه»، وقال صلى الله عليه وسلم «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط»، ويقول ايضا صلى الله عليه وسلم «ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة».
والله عز وجل يبتلي عباده بالسراء والضراء والشدة والرخاء، كما يقول الامام ابن باز، رحمه الله، وقد يبتليهم بها لرفع درجاتهم وإعلاء ذكرهم ومضاعفة حسناتهم كما يفعل بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، والصلحاء من عباد الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل»، وقد يكون الابتلاء لرفع الدرجات وإعظام الاجور كما يفعل الله بالأنبياء وبعض الاخيار، وقد يكون لتكفير السيئات كما في قوله تعالى (من يعمل سوءا يجز به)، انتهى كلام العلامة ابن باز.
سنن الله تعالى
فالابتلاء من سنن الله عز وجل في الكون الذي لا يتغير ولا يتبدل، ويبتلى الانسان في هذه الحياة الدنيا تارة بالخير وتارة بالشر.
قال عز وجل (كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون)، وفسر الحافظ ابن كثير، رحمه الله، قوله تعالى (ونبلوكم بالشر والخير فتنة) أي: نختبركم بالمصائب تارة وبالنعم اخرى، لننظر من يشكر ومن يكفر ومن يصبر ومن يقنط.
عقوبة أم ابتلاء؟
ولكن، كيف يعرف المصاب بالابتلاء ان كانت مصيبة عقوبة او ابتلاء لرفع درجاته؟
نقول ان الابتلاء اذا اصاب الانسان الصالح بعد الطاعات التي قام بها وأداها على احكامها الشرعية، فهذا ابتلاء بالخير ليرفع الله عز وجل من منزلته ودرجاته في الجنة.
اما اذا كان الابتلاء بالشر بعد ان يعترف الانسان بذنب ارتكبه قد يكون بسبب تكفير هذه المعصية حتى يتوب فاعلها الى الله عز وجل ويستغفر، فيمحو الخالق عز وجل إثم المعصية التي ارتكبها.
فالله تعالى يبتلي عبده بالسراء والضراء والشدة والرخاء، وقد يبتليهم بها لرفع درجاتهم وإعلاء ذكرهم ومضاعفة حسناتهم كما يفعل بالانبياء والرسل والصالحين.
كيف يرفع البلاء؟
ليس عليك إلا السعي للنجاة بكل السبل مع التسليم لحكم الله والسعي للنجاة بوسائل العلاج والتداوي بقلب مؤمن متوكل صابر مستغفر ومستغيث بالله.
واعلمي ان الابتلاء لحكمة عند الله عز وجل لا تعرفها (ليس لها من دون الله كاشفة).