يمضي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في تشكيل إدارته المقبلة معينا مقربين منه في مناصب رئيسية مع نيته أيضا الالتفاف على عملية التثبيت الطويلة في مجلس الشيوخ، وأعلن صراحة حتى الآن نيته تعيين سوزي وايلز كبيرة لموظفي البيت الابيض، وإليز ستيفانيك سفيرة لدى الأمم المتحدة، وتوم هومان كلفه بملف الهجرة غير النظامية.
وجاءت على رأس قائمة المناصب المهمة حاكمة ولاية ساوث داكوتا كريستي نوم لتولي حقيبة الأمن الداخلي في الإدارة الأميركية الجديدة، على ما ذكرت شبكة «سي ان ان» الأميركية.
ونوم، التي كان ينظر إليها في مرحلة ما على أنها مرشحة محتملة لمنصب نائب الرئيس الجمهوري ترامب، تقضي حاليا فترة ولايتها الثانية لمدة أربع سنوات حاكمة لولاية ساوث داكوتا بعد تحقيقها فوزا ساحقا في إعادة انتخابها في عام 2022. وذكــــرت صحيفـــة نيويــورك تايمــــز أن الرئيس المنتخب ينوي تعيين سيناتور فلوريدا النافذ ماركو روبيو وزيرا للخارجية. وكان روبيو البالغ 53 عاما بين المرشحين المطروحين لتولي منصب نائب الرئيس إلا ان ترامب اختار في نهاية المطاف جي دي فانس.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة أشخاص قولهم إن القرار ليس نهائيا. وتردد اسم روبيو باستمرار على مدار الأسبوع الماضي كواحد من المرشحين الأوفر حظا لقيــادة الديبلوماسية الأميركية، إلى جانب السفير السابق لدى ألمانيا ريك غرينيل.
وعندما سئل الأسبوع الماضي إن كان يتوقع أن يشغل منصبا مهما في إدارة ترامب، قال روبيو لشبكة «سي ان ان» «أنا مهتم دائما بخدمة هذا البلد».
وولد روبيو لأبوين مهاجرين كوبيين في ميامي ودرس العلوم السياسية في جامعة فلوريدا التي تخرج فيها عام 1993.
وفي حال تأكد هذا التعيين، سيشكل ذلك تغيرا جذريا في موقف روبيو.
أما مايكل والتز النائب عن فلوريدا والعنصر السابق في القوات الخاصة وهو من «الصقور»، فسيعين في منصب مستشار الأمن القومي، الرئيسي في الإدارة على ما ذكرت صحيفتا «واشنطن بوست» و«وول ستريت جورنال».
وهذا الاختيار من شأنه أن يجعل والتز مستشارا رئيسيا في الإدارة الأميركية المقبلة التي تواجه مجموعة تحديات صعبة في السياسة الخارجية، من بينها الحروب في أوكرانيا ولبنان وغزة.
وكان عضو الكونغرس عن ولاية فلوريدا قد ألقى خطابا خلال المؤتمر الوطني الجمهوري في يوليو دعا فيه إلى تحقيق «السلام من خلال قوة أميركا».
وعندما سئل ليلة الانتخابات الأسبوع الماضي عن خطط ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، قال لشبكة «سي ان ان» إن هناك «طريقة لإنهاء هذه الحرب، يمكننا القيام بذلك اقتصاديا، ويمكننا القيام بذلك ديبلوماسيا».
وقال خلال حوار في مؤسسة رونالد ريغان الرئاسية «إن ضخ المزيد من المليارات (إلى أوكرانيا) هو تعريف للجنون في هذه المرحلة».
وعين الرئيس المنتخب كذلك لي زيلدن أحد المقربين منه لإدارة وكالة حماية البيئة.
وقال ترامب إن زيلدن البالغ 44 عاما والنائب السابق في الكونغرس لأربع فترات عن نيويورك، «سيضمن إصدار قرارات عادلة وسريعة» يتم تنفيذها بطريقة «تطلق العنان لقوة الشركات الأميركية، وفي الوقت نفسه تحافظ على أعلى المعايير البيئية، بما في ذلك أنظف هواء ومياه في العالم».
كما أعلن الرئيس الأميركي المنتخب اختيار الحاكم السابق لولاية أركنساس، مايك هاكابي، سفيرا لواشنطن لدى إسرائيل.
وقال ترامب في بيان إن هاكابي "يعشق إسرائيل وشعبها. سيعمل مايك بلا هوادة من أجل عودة السلام الى الشرق الأوسط".
كذلك يتوقع أن يعين ترامب ستيفن ميلر أحد كبار مستشاريه منذ حملته الانتخابية الظافرة الأولى، في منصب مساعد مدير مكتبه.
وفي السياق، يبدي ترامب عزمه الالتفاف على إجراءات التثبيت الطويلة من جانب مجلس الشيوخ مع أن الجمهوريين سيطروا عليه. وينوي لتحقيق ذلك الاستعانة ببند يسمح للرئيس بالقيام بتعيينات مؤقتة عندما لا يكون مجلس الشيوخ منعقدا.
وكتب ترامب الذي يستقبله الرئيس جو بايدن اليوم في البيت الأبيض «أي سيناتور جمهوري مهتم بمنصب زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ يجب أن يكون موافقا على هذا البند الذي من دونه لن نكون قادرين على تثبيت الأشخاص في الوقت المناسب».
وقبل كل هؤلاء، اختار ترامب إليز ستيفانيك وهي نائبة عن ولاية نيويورك تبلغ الأربعين من العمر، لتولي منصب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة. وقال عنها «إنها مناضلة في سبيل الولايات المتحدة أولا، وهي قوية ومثابرة وذكية إلى أبعد الحدود».
وقد برز اسمها على الصعيد الوطني لدفاعها الشرس عن الرئيس خلال أول مسعى لتنحيته في العام 2019 ومن ثم رفضت المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها جو بايدن العام 2020.
واتهمت ستيفانيك في منتصف اكتوبر الأمم المتحدة بأنها «غارقة في معاداة الساميـة». وهنأ سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون ستيفانيك على تعيينها.
وفي الحياة السياسية الأميركية، كثيرا ما يشكل منصب سفير الولايات المتحدة في المنظمة الدولية منصة لمسؤوليات أعلى مستقبلا كما حصل مع مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية في عهد بيل كلينتون وسوزان رايس مستشارة الأمن القومي في عهد باراك أوباما وجورج بوش الأب الذي أصبح رئيسا.
وأعلن دونالد ترامب إسناد ملف الهجرة غير النظامية عنــد الحدود المشتعل جـدا، إلى توم هومان وهو من المتشددين، وسيكون هومان مكلفا بتطبيق وعد المرشح الجمهوري بتنفيذ أكبر عملية طرد لمهاجرين يقيمون بطريقة غير قانونية في تاريخ الولايات المتحدة.