&cropxunits=436&cropyunits=450)
&cropxunits=450&cropyunits=255)
عادة ما يشهد شهر رمضان المبارك الكثير من الدورات الرمضانية بطول البلاد وعرضها، إذ تتسابق خلاله مؤسسات المجتمع المدني والشخصيات المجتمعية على تنظيم الدورات الكروية لاستقطاب أكبر عدد من محبي كرة القدم، حتى أضحت «موسما كرويا» خالصا، وفرصة مثالية أمام المواهب الشابة لتقديم أنفسها إلى كشافي الأندية.. لكن في السنوات الأخيرة لوحظ تراجع زخم الدورات الرمضانية وبريقها، فلم تعد كما كانت من حيث الكم والنوع والاهتمام، «الأنباء» ناقشت مع عدد من الرياضيين الأسباب والمسببات التي أدت إلى خبو وهج الدورات الرمضانية، والحال التي كانت عليها في عز فورتها الموسمية، حيث أجمعوا على وجود 3 أسباب رئيسية وراء هذا التراجع وهي: التكنولوجيا والأكاديميات
وغياب الدعم.. وفيما يلي التفاصيل:
بداية، أكد المدرب الوطني أنور يعقوب أن غياب الحوافز المجزية والشغف الكروي يعد أحد الأسباب الرئيسة وراء انحسار الاهتمام بالدورات الرمضانية، وقال: «امتاز شهر رمضان المبارك بكونه ذا طابع رياضي لعقود طويلة، فضلا عن الجوانب الإيمانية، وشكلت الدورات الرمضانية العنصر الأساسي في النشاط الرياضي، فتجد مؤسسات المجتمع المدني المختلفة من أندية رياضية وجمعيات نفع عام تحرص على تنظيم الدورات الرمضانية، بالإضافة إلى الشخصيات المحبة للرياضة، وبمرور الزمن خف بريق الدورات الرمضانية، ولعل السبب الرئيسي وراء ذلك هو ضعف الدعم المادي بالدرجة الأولى، وغياب الشغف الكروي ثانيا.
ولفت يعقوب إلى أن الدورات الرمضانية قدمت العديد من المواهب الكروية الفذة للكرة الكويتية، من بينهم عبدالرحمن الموسى، مضيفا: نأمل أن يعود الاهتمام سريعا بالدورات الرمضانية، وهذا لن يتحقق إن لم يكن مصحوبا بدعم مادي مناسب، ودعاية مكثفة، واهتمام إعلامي، لافتا إلى أن مزاولة كرة القدم على «الملاعب الترابية» لها نكهة خاصة، وقد اختفت الملاعب بحكم الزمن وتطور الحياة.
من جانبه، ذكر لاعب منتخبنا الوطني ونادي القادسية السابق جمال مبارك أن 90% من الدورات الرمضانية كانت تقام على ملاعب رملية، و«أهل الرمل اختفوا» على حد قوله، مبينا: «الدورات الرمضانية في السابق كانت تقام قبل الإفطار وبعده، ولكل جماهيرها وعشاقها، ويتراوح العدد الإجمالي بين 50 و70 دورة خلال الشهر الفضيل، موزعة في مختلف المناطق، وهناك أيضا دورات رمضانية كبيرة كانت محل اهتمام الجميع، والتي كانت تحظى بمشاركة واسعة من مختلف الأعمار، وكذلك لاعبو الأندية يشاركون في منافساتها، في مقدمتها دورات الخرافي، الروضان، الصانع، الشرهان، الحساوي، والدبوس، حتى أصبح «الموسم الرمضاني» ينافس الموسم الكروي في بعض الدورات».
وأرجع مبارك تراجع زخم الدورات الرمضانية إلى أسباب عدة، موضحا: «تراجع دعم الجمعيات التعاونية، والشخصيات المجتمعية للدورات الرمضانية بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى أن الأكاديميات الكروية أخذت شريحة واسعة من عشاق كرة القدم من الناشئين والشباب، لتتراجع بنسبة لا تقل عن 70% عما كانت عليه».
بدوره، أكد لاعب من منتخبنا الوطني السابق ونادي الكويت فرج لهيب أن أغلب الرياضيين كانوا حريصين على المشاركة في الدورات الرمضانية، ومنهم من يشارك في أكثر من دورة، وقال: «أسهمت الدورات الرمضانية باكتشاف العديد من المواهب الفذة، وفي مختلف المراكز، لكن في السنوات الأخيرة تراجع الاهتمام بها فتراجع دورها ولم تعد فاعلة كما في السابق».
وأشار لهيب إلى أن اختلاف الأجيال يعد من بين الأسباب وراء تراجع زخم الدورات الرمضانية، مبينا: لكل جيل شغفه وهواياته، بالأمس كانت الدورات محل اهتمامنا، واليوم تغير الفكر والنهج الشبابي، ليتغير معه توجههم وميولهم، حيث أخذ الاهتمام بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي خاصة حيزا كبيرا من أوقات الناشئة والشباب، مما أبعدهم كثيرا عن الجانب الرياضي فضلا عن عن المشاركات في الدورات الرمضانية، والقلة منهم التي تمارس الرياضة تتجه إلى الأندية مباشرة أو الأكاديميات المتخصصة.
أما مدير الكرة بنادي الصليبخات حمود ماجد، فقال: «الدورات الرمضانية خبا نورها في السنوات القليلة الماضية، وهذا مرده إلى عدم اهتمام الجيل الحالي بممارسة الرياضة إجمالا، فهو أكثر اهتماما بالتواجد في مجمعات التسوق، وحريص على متابعة وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وهذا كله يشغله عن ممارسة كرة القدم أو غيرها من الرياضات، بعكس الجيل السابق تماما، الذي كان يحرص على المشاركة الفاعلة في مختلف الرياضات، وحريص على اللعب في أكثر من دورة رمضانية في الشهر المبارك». وذكر ماجد أن من شأن عودة اهتمام مؤسسات المجتمع المدني بالدورات الرمضانية، وتخصيص جوائز مجزية أن يجذب الشباب للمشاركة في الدورات الرمضانية.