يعتبر شهر رمضان المبارك موسما استثنائيا للحركة التجارية في الكويت، حيث يزداد الطلب على كل السلع والمنتجات الغذائية والاستهلاكية، بالإضافة إلى منتجات العطور، البخور، العود، والتمور بشكل ملحوظ.
ويعكس سوق العطور والبخور والعود والتمور في الكويت خلال شهر رمضان الطابع الثقافي والاجتماعي المميز لهذا الشهر، ولا يقتصر الإقبال الكبير على هذه المنتجات على الاحتياجات الشخصية فحسب، بل يمتد ليشمل تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، وهو ما يجعل رمضان موسما اقتصاديا واجتماعيا مميزا في الكويت.
ولعل السبب الرئيسي وراء الارتفاع في الطلب، هو ذلك الترابط الثقافي والاجتماعي الذي يتميز به الشهر الفضيل، حيث تلعب هذه المنتجات دورا كبيرا في تعزيز الأجواء الروحانية والعائلية التي تتسم بها التجمعات الرمضانية.
ومع زيادة الطلب خلال رمضان، ترتفع أسعار بعض المنتجات، لاسيما العود والبخور الفاخر، بسبب الإقبال الكبير واستيراد الأنواع النادرة، كما أن التمور الفاخرة تشهد ارتفاعا طفيفا في الأسعار، خاصة مع زيادة الطلب على الأنواع المحشوة والمغلفة.
ونظرا لأن العطور والبخور والعود تمثل جزءا لا يتجزأ من الموروث الثقافي الكويتي، فإن سوقها يشهد ازدهارا خلال شهر رمضان على وجه التحديد، حيث تستخدم هذه المنتجات لتعطير المنازل والمساجد التي تفتح أبوابها لاستقبال المسلمين بشكل أوسع، ولاستقبال الضيوف في الغبقات الليلية والتجمعات العائلية.
يقول أحد أصحاب محلات العطور الذين التقتهم «الأنباء»: «يمثل رمضان موسما ذهبيا لنا، فالطلب على البخور والعود يرتفع بنسبة 50% مقارنة بأشهر السنة الأخرى، كما يبحث الزبائن عن أجود أنواع العود مثل العود الكمبودي والهندي، والعطور الشرقية المميزة، ويحرص الكويتيون على شراء مجموعات مخصصة من العطور والبخور كهدايا للأقارب والأصدقاء، تعبيرا عن صلة الرحم والتقدير خلال هذا الشهر الفضيل».
ويضيف: «تعتبر صلة الرحم والتجمعات الاجتماعية مثل الغبقات الليلية والسهرات العائلية من أبرز سمات رمضان في الكويت، وهذه العادات تعزز الإقبال على العطور والبخور والتمور كجزء من تجهيزات الضيافة، فتعطير المنازل بالبخور والعود يعد من الطقوس الأساسية عند استقبال الضيوف، كما تقدم التمور مع القهوة العربية كرمز للكرم الكويتي».
التمور نجمة المائدة الرمضانية
على الصعيد نفسه، تعد التمور جزءا أساسيا من المائدة الكويتية في رمضان، حيث يفتتح الإفطار بها اقتداء بالسنة النبوية، لذا تشهد أسواق التمور حركة نشطة مع تنوع الأنواع المعروضة، مثل (خلاص الأحساء، السكري، العجوة، والصفري، والمجدول.. وغيرها).
كما تعتبر التمور غذاء صحيا ومثاليا للإفطار في رمضان، وتجمع بين القيمة الغذائية والطعم اللذيذ، فضلا عن أنها تمثل رمزا للكرم في الثقافة الخليجية وتقدم كجزء من الضيافة والهدايا.
وفي هذا الخصوص يقول أحد تجار التمور: «يتضاعف الطلب على التمور في رمضان، فالمواطنون والمقيمون يقبلون على شراء الكميات الكبيرة من التمور لتقديمها على مائدة الإفطار أو كجزء من الهدايا الرمضانية، كما أن الأنواع الفاخرة ذات الحشو مثل اللوز والفستق أو المغطاة بالشوكولاتة تشهد إقبالا كبيرا».
وعلى الرغم من ذلك، توفر الأسواق خيارات متنوعة تناسب جميع الفئات، مع انتشار العروض الرمضانية في الأسواق والمتاجر الكبرى، التي تتيح للعملاء شراء كميات أكبر بأسعار تنافسية.
العروض والرقابة التجارية
في سياق متصل، تبدأ وزارة التجارة والصناعة فرض خطة تفتيشية شاملة على الأسواق المحلية بهدف ضبط الأسعار وحماية المستهلكين، حيث تكثف إدارة الرقابة التجارية جولاتها لضمان الالتزام بالأسعار والقوانين، مع استعداد الجمعيات التعاونية لتقديم
تخفيضات للمتسوقين.
وتضع الوزارة أسواق الجملة والسلع الرمضانية الأساسية تحت المجهر، بما في ذلك التمور والعطور والتوابل والمكسرات، لضمان توافرها بأسعار مناسبة وبجودة تلبي احتياجات الأسر الكويتية والمقيمين، وتتخذ إجراءات صارمة بحق المخالفين.
كما تنسق «التجارة» مع اتحاد الجمعيات التعاونية لعمل تنزيلات خلال الشهر الفضيل، في خطوة لدعم الفئات المستفيدة من الجمعيات، إلى جانب تقديم تخفيضات وتنزيلات واسعة النطاق للمستهلكين على السلع الغذائية الأساسية خلال الشهر الفضيل بعد الحصول على التراخيص اللازمة من الوزارة.