من التقاليد القديمة التي تتوارثها الأجيال وتهدف الى بث البهجة في النفوس والتعبير عن المحبة، حيث يقوم الأهالي بمنح العيدية لأبنائهم والتي تكون غالبا مبالغ مالية.
والعيدية تحمل دلالات تتصل بالفرح والتجديد الذي يعود على الأمة كل عام، وعرفت العيدية منذ العصور الاسلامية الأولى بهدف إدخال الفرح على جميع الطبقات الاجتماعية.
وتطورت العيدية عبر الزمن لتصبح هدية نقدية او عينية تقدم للأطفال تحديدا، تعبيرا عن مشاعر المحبة والفرح بهم في هذا اليوم المبارك.
وقد نص الفقهاء على استحباب إدخال السرور والتوسعة على الأهل والأبناء في أيام العيد، ولا شك أن العيدية إحدى الوسائل التي تحقق هذا الهدف.
وللعيدية آثار كثيرة على الأطفال، منها: إشاعة الفرح وغرس الانتماء الاجتماعي، فهي ليست مجرد مال يقدم للطفل، بل رسالة محبة تشعره بأهميته ومكانته بين أفراد الأسرة والمجتمع حين يحصل الطفل على عيديته، فإن ذلك يملأ قلبه فرحا، ويغرس فيه شعورا بالانتماء للأسرة والمجتمع، مما يعزز علاقته بمحيطه، الى جانب تعزيز الثقة بالنفس، حيث يشعر الطفل عند تسلمه العيدية بأنه محل تقدير واهتمام، مما يزيد من ثقته بنفسه، كما أن هذا التقدير يزرع في داخله احساسا بالمسؤولية اذا وجه الى استخدام العيدية في أمور نافعة.
وتعد العيدية فرصة عملية لتعليم الطفل كيفية ادارة المال، حيث يمكن توجيهه الى تخصيص جزء من عيديته للادخار وآخر للشراء، وربما قسم صغير للصدقة، هذه الممارسات البسيطة تعد اللبنات الأولى في بناء وعي مالي متزن لدى الطفل.
وإعطاء العيدية للأطفال يعزز من الأواصر العائلية، حيث يشعر الطفل بأن الكبار يهتمون بإسعاده، مما يعزز روابط المحبة والاحترام داخل الأسرة.
ويمكن للأهل استثمار العيدية في غرس قيم إسلامية وأخلاقية في نفوس الأطفال، من ذلك تعليم الكرم والبذل، بتوجيه الطفل لتخصيص جزء من عيديته لمساعدة المحتاجين او التصدق وتنمية حس المسؤولية بتشجيعه على الادخار والتخطيط للمستقبل وتعزيز قيمة الشكر بلفت انتباهه الى أهمية شكر من قدم له العيدية بالكلمة الطيبة او الدعاء.
ويقول الطفل خالد الهندي: العيديات التي أجمعها أنفقها على الألعاب لأنها مسلية جدا وأتمنى ان يأتي العيد أكثر من مرة لأجمع العيديات. وأضاف انه يحصل على معدل 100 دينار من والده ووالدته.
أسماء عبدالرحمن تقول: العيد بالنسبة لي فرحة كبيرة وشراء ملابس وإكسسوارات وزيارات، وأهم شيء العيدية من أهلي وأقاربي تسعدني.
موضي الدويش: أجمع العيادي وأحفظها، فالعيدية جميلة ولابد من ادخارها وليس شراء أي شيء لا أحتاجه. وتقول موضي: أجمع مبلغا كبيرا نظرا لتفوقي الدراسي وكل عائلتي تحبني وأحبها.