انتخب النواب الألمان أمس الزعيم المحافظ فريدريش ميرتس لمنصب المستشار في الدورة الثانية من التصويت في البوندستاغ، بعد إخفاقه المفاجئ في الدورة الأولى.
وحصل ميرتس في الدورة الثانية على 325 صوتا من أصل 630 عضوا في المجلس، مقابل 289 صوتا ضده، وحاز بذلك الأغلبية المطلقة.
ومني ميرتس بانتكاسة إثر فشله في الحصول على غالبية برلمانية في جولة التصويت الأولى لاختياره لمنصب المستشار الجديد في ألمانيا.
وضمن مساعيه للفوز بمنصب المستشار العاشر في ألمانيا الحديثة، تعهد ميرتس بإنعاش الاقتصاد المتعثر والحد من الهجرة غير الشرعية وتعزيز دور برلين في أوروبا في ظل تزايد الاضطرابات الجيوسياسية منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
غير أن تصويت النواب، والذي كان ينظر إليه على نطاق واسع على أنه إجراء شكلي، تسبب بمزيد من الفوضى ودل على وجود معارضة داخل صفوف الائتلاف بين المحافظين والاشتراكيين لتشكيل حكومة.
وبعد الجولة الاولى من التصويت، كتب المحلل هولغ شيمدينغ من بنك بيرنبرغ «من المرجح أن يتم انتخاب ميرتس في نهاية المطاف».
وأضاف «لكن مع ذلك، فإن الفشل غير المسبوق في انتخابه من الجولة الأولى سيظل يمثل انطلاقة سيئة له. فذلك يظهر أنه لا يستطيع الاعتماد كليا على ائتلافه».
ورأى أن «ذلك سيثير بعض الشكوك حول قدرته على تنفيذ أجندته بالكامل، ما من شأنه أن يلحق الضرر بسلطته على الصعيد الداخلي والدولي، أقله في البداية».
ورأت المحللة في كابيتال إيكونوميكس فرانتسيسكا بالماس أن انتكاسة ميرتس «لن تمنعه على الأرجح هو والائتلاف الكبير من تولي السلطة في الأيام أو الأسابيع المقبلة».
لكنها أضافت «ومع ذلك فإنها تضعف ميرتس بشدة وتشير إلى أن الآمال المعقودة على مزيد من الاستقرار في السياسة الألمانية ربما خابت، وأن الحكومة قد تواجه صعوبات في تنفيذ أجندتها الاقتصادية».
وكان ميرتس يعول على دعم موحد من تحالف حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي - حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي الذي فاز في الانتخابات العامة في فبراير، والحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة شولتس، واللذين يمثلهما معا 328 نائبا.
وفي الجولة الاولى امتنع ثلاثة نواب عن التصويت، مع وجود ورقة تصويت غير صالحة، بينما تغيب تسعة آخرون.
ورحب حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني، أكبر أحزاب المعارضة والذي حقق نتيجة غير مسبوقة في الانتخابات بفوزه بأكثر من 20% من الأصوات، بنتيجة الاقتراع المفاجئة.
وقالت الرئيســـــة المشاركة للحزب أليس فيدل للصحافيين إن «على ميرتس التنحي وأن يتم التمهيد لانتخابات عامة». واعتبرت نتائج التصويت «يوما جيدا لألمانيا».
وعبر بودو راميلوف المنتمي لحزب دي لينكه اليساري المعارض عن «غضبه» لأن ميرتس ونائبه المعين لارش كلينغبيل المنتمي للحزب الاشتراكي الديموقراطي «سمحا بحدوث مثل هذا الوضع».
وجاءت الأزمة السياسية في ألمانيا في وقت قلب ترامب العلاقات الأمنية والتجارية على ضفتي الأطلسي رأسا على عقب، وأثار قلق الحلفاء بتواصله المباشر مع روسيا لإنهاء حرب أوكرانيا.
وكثف ترامب الضغوط على حلفائه الأوروبيين منتقدا قلة إنفاقهم على حلف شمال الأطلسي.
كما اتهمهم باستغلال الولايات المتحدة عبر تحقيق فوائض تجارية، وفرض رسوما جمركية في قرار مؤلم بشكل خاص لألمانيا، القوة التصديرية.