قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الحوثيين استسلموا وأكدوا أنهم سيوقفون هجماتهم بالبحر. وأعلن خلال استقباله رئيس الوزراء الكندي مارك كارني وقف الهجمات ضد الحوثيين فورا، وقال: تلقيت أخبارا بأنهم لا يريدون الاستمرار في الهجمات وسنصدق وعودهم بأنهم لن يفجروا السفن.
تصريحات ترامب جاءت بعدما شنّت إسرائيل أمس سلسلة غارات اسفرت عن تدمير مطار صنعاء الدولي وطاولت مناطق أخرى في العاصمة، ردا على هجوم صاروخي على مطار بن غوريون في تل أبيب.
وأعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ أكثر من 20 غارة على مناطق متفرقة في اليمن، مؤكدا استهداف مبنى الركاب في مطار صنعاء وجميع الطائرات بداخله، مؤكدا أن الهجمات على مطار صنعاء تسببت في تعطيله بالكامل.
وأفادت وكالة «فرانس برس» عن سماع انفجارات عدة وتصاعد لسحب الدخان في عدد من المناطق بينها المطار.
وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية ان «القوات الاميركية لم تشارك في الضربات الاسرائيلية على اليمن» أمس.
واستهدفت الغارات أمس مواقع عدة بينها مطار صنعاء، وثلاث محطات للتغذية الكهربائية في العاصمة ومحيطها، إضافة إلى مصنع للإسمنت في محافظة عمران، بحسب إعلام الحوثيين.
وقبيل ذلك، دعا الجيش الاسرائيلي جميع المتواجدين في منطقة مطار صنعاء الدولي، إلى إخلائها بشكل فوري تمهيدا لقصفها.
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان على منصة «إكس»، «إنذار عاجل إلى جميع المتواجدين في منطقة مطار صنعاء الدولي».
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية د.ماجد الأنصاري إن جهود الوساطة بشأن غزة مستمرة رغم صعوبة الموقف، داعيا إلى ضغط دولي لإيجاد حلول لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وأوضح الأنصاري خلال مؤتمر صحافي أمس، أن جهود الوساطة أفضت لإطلاق سراح أعداد من الأسرى أكبر مما تم عبر العمل العسكري، مشيرا إلى أن وساطة قطر ومصر والولايات المتحدة تركز على إنهاء الحرب الكارثية في قطاع غزة.
من جهته، أكد قيادي بارز في حركة حماس أنه «لا معنى» لأي مفاوضات لوقف النار في ظل «حرب التجويع» الإسرائيلية في قطاع غزة، مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف «جريمة التجويع».
وقال عضو المكتب السياسي في حماس باسم نعيم لوكالة فرانس برس: «لا معنى لأي مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، ولا معنى للتعامل مع أي مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار، في ظل حرب التجويع وحرب الإبادة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».
وأضاف ان «المجتمع الدولي مطالب بالضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لوقف جريمة التجويع والتعطيش والقتل في غزة». وأضاف نعيم أن «المجتمع الدولي وفي مقدمه المؤسسات الأممية اعتبرت سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل جريمة حرب»، مشددا على أنه «يجب العمل لإدخال المساعدات فورا إلى قطاع غزة في ظل المجاعة التي تتوسع».
واعتبرت الحركة أمس أن مصادقة الحكومة الإسرائيلية على خطط لتوسيع عمليتها العسكرية في قطاع غزة تعني «التضحية» بالإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة.
وقالت حماس، في بيان صحافي، إن مصادقة الكابينيت الإسرائيلي على خطط توسيع العملية البرية في غزة، تمثل قرارا صريحا بالتضحية بالأسرى الإسرائيليين في القطاع، مضيفة أن هذا التوجه «يعيد إنتاج دورة الفشل التي بدأت قبل 18 شهرا، دون أن تحقق أهدافها المعلنة».
وأكد البيان أن الحركة «لن ترهبها تهديدات وخطط رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير»، مضيفا: «نحن أصحاب الأرض وسنبقى عليها مهما تصاعد العدوان».
ودعا البيان الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياتهم بالتحرك الفوري للجم حكومة الاحتلال وكبح جرائمها بحق شعبنا، والعمل على تقديم قادتها للعدالة الدولية».
في المقابل، قال وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أمس إن «غزة ستدمر بالكامل» بعد انتهاء الحرب الجارية بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من عام ونصف.
واضاف سموتريتش في معرض رده على سؤال خلال ندوة في مستوطنة «عوفرا» في الضفة الغربية المحتلة، حول رؤيته لما بعد الحرب، إن سكان غزة سيبدأون «بالمغادرة بأعداد كبيرة نحو دولة ثالثة» بعد أن يتم نقلهم إلى جنوب القطاع.
وفي سياق متصل، أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أمس عن إدانة بلاده بشدة ومعارضتها خطة الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على قطاع غزة وتوسيع العمليات العسكرية.
وقال بارو لإذاعة (آر.تي.إل) الفرنسية إن موقف الاحتلال في توسيع عملياته العسكرية بالقطاع «غير مقبول»، لافتا إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي «تنتهك القانون الإنساني».
وأكد أن الحاجة الأكثر إلحاحا هي «إيقاف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق».
كما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قلقا حيال الخطة التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية، وقال نائبه فرحان حق إن انطونيو غوتيريش: «قلق حيال هذه المعلومات عن خطط إسرائيلية لتوسيع العمليات البرية وتمديد الوجود العسكري في غزة»، مشيرا إلى أن ذلك «سيؤدي حتما إلى عدد لا يحصى من القتلى المدنيين الإضافيين والى مزيد من التدمير في غزة»، مؤكدا أن قطاع غزة هو «جزء لا يتجزأ من دولة فلسطينية مقبلة».
ودان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني منع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية، مؤكدا أنه يسبب «مجاعة من صنع الإنسان ذات دوافع سياسية». وبالنسبة إلى الفلسطينيين فإن أي عملية تهجير تعني «نكبة ثانية».
سلطنة عُمان تُعلن اتفاقاً لوقف إطلاق النار بين الحوثيين والولايات المتحدة
وكالات: أعلنت سلطة عُمان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة الأميركية والحوثيين في اليمن.
ووفق وكالة الأنباء العمانية، قال ناطق بوزارة الخارجية العمانية «بعد المناقشات والاتصالات التي أجرتها سلطنة عمان مؤخرا مع الولايات المتحدة الأميركية والسلطات المعنية في صنعاء بالجمهورية اليمنية بهدف تحقيق خفض التصعيد، فقد أسفرت الجهود عن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين، وفي المستقبل، لن يستهدف أي منهما الآخر، بما في ذلك السفن الأميركية في البحر الأحمر وباب المندب، وبما يؤدي لضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي».
وأعربت سلطنة عُمان عن «شكرها لكلا الطرفين على نهجهما البناء الذي أدى إلى هذه النتيجة المرحب بها، وتأمل أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التقدم على العديد من المسائل الإقليمية في سبيل تحقيق العدالة والسلام والازدهار للجميع».