قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إن مساعي إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية بلغت «نقطة تحول تاريخية»، مشيرا إلى أهمية اغتنام فرصة مفاوضات السلام بين الجانبين المقررة أن تنطلق في «إسطنبول» الخميس المقبل، فيما اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا «دون شروط مسبقة».
وقالت الرئاسة التركية في بيان إن ذلك جاء في اتصال هاتفي لأردوغان مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين وعددا من القضايا الإقليمية والعالمية.
وأضافت أن أردوغان أعرب عن استعداد تركيا للمساهمة في مساعي ضمان إيقاف إطلاق النار والسلام الدائم بما في ذلك احتضان المفاوضات بين الجانبين.
وأكد وفقا للبيان أهمية مواصلة التعاون بعناية في بدء مفاوضات السلام الدائم بين أوكرانيا وروسيا وفي عملية إعادة إعمار أوكرانيا.
من جهته، اقترح الرئيس الروسي استئناف مفاوضات مباشرة وجادة مع أوكرانيا «دون شروط مسبقة»، مؤكدا رغبة روسيا في التوصل إلى تسوية سياسية عادلة للصراع.
وقال الكرملين في بيان إن ذلك جاء خلال مؤتمر صحافي عقده الرئيس الروسي مع عدد من مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية، وذلك في ختام الاحتفالات الخاصة بالذكرى الـ 80 للانتصار على النازية.
وشدد على أن روسيا «لم ترفض في أي لحظة خيار الحوار مع كييف»، موضحا أن الاتفاق على وقف إطلاق النار لايزال ممكنا خلال جولة المفاوضات المقترحة «إذا توافرت الإرادة السياسية لدى الجانب الأوكراني».
وأشار إلى أن موسكو طرحت مبادرات عدة لإيقاف إطلاق النار متهما القوات الأوكرانية بانتهاك هدنة استهداف منشآت الطاقة أكثر من 130 مرة وخرق هدنة عيد الفصح 5000 مرة.
وفي السياق ذاته، أشاد بوتين بجهود الوساطة التي تبذلها أطراف فاعلة على الساحة الدولية ومنها الإدارة الأميركية التي أسهمت في دعم مساعي التهدئة.
وعن العلاقات الدولية، أعرب عن أمله في استعادة العلاقات مع الدول الأوروبية التي تسعى إلى إيجاد حل الأزمة مع أوكرانيا.
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده لاتزال منفتحة على جميع الجهود الرامية لإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
وبعد تصريحات بوتين زيلينسكي بساعات، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس إنه يتوقع من روسيا أن تلتزم بوقف لإطلاق النار لثلاثين يوما، مؤكدا استعداد كييف للاجتماع بمسؤولين روس في إطار مفاوضات مباشرة لإيجاد تسوية للحرب المستمرة منذ 3 أعوام.
وقال زيلينسكي عبر منصات التواصل الاجتماعي: «لا طائل من مواصلة القتل ولو ليوم واحد. نتوقع أن تؤكد روسيا (موافقتها على) وقف لإطلاق النار، كامل ومستدام وموثوق به، اعتبارا من 12 مايو، وأوكرانيا مستعدة للقائها».
وفي مبادرة إيجابية نادرة، اعتبر زيلينسكي أن موسكو بدأت تدرس فكرة إنهاء الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات والتي أودت بحياة الآلاف.
وقال: «إنه مؤشر إيجابي أن يبدأ الروس أخيرا بدراسة إنهاء الحرب»، مشيرا إلى أن «العالم بأسره ينتظر ذلك منذ فترة طويلة جدا. والخطوة الأولى لإنهاء الحرب فعلا هي وقف لإطلاق النار».
وفي السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو أمس إنه في حال لم يقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف لإطلاق النار في أوكرانيا، فلا بد من تشديد العقوبات واستهداف القطاعين المالي والنفطي.
وصرح نويل بارو في مقابلة مشتركة بين فرانس انفو ولو موند «ما قيل خلال اجتماع الزعماء الأوروبيين إنه في حال لم يقبل بوتين بوقف لإطلاق النار، فلا بد من الذهاب أبعد من حزمة العقوبات الجديدة والتوجه نحو القطاعين المالي والنفطي وهو ما يريد الأميركيون القيام به». وأشار إلى أن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين يحشر في الزاوية أكثر فأكثر وسيتوجب عليه التحرك باتجاه السلام لأن الضغوطات آخذة في التصاعد».
من ناحيته، اعتبر المستشار الألماني فريدريش ميرتس أمس بأن عرض روسيا خوض مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا هو «مؤشر جيد» لكنه «غير كاف إطلاقا»، داعيا موسكو الى الموافقة على هدنة مدعومة أوروبيا مدتها 30 يوما.
وأفاد ميرتس في بيان «نتوقع من موسكو الموافقة على وقف لإطلاق النار يفسح المجال لإجراء محادثات حقيقية. أولا، يجب وقف القتال ومن ثم يمكن للمحادثات أن تبدأ».