تعهدت الولايات المتحدة بالعثور على المسؤولين عن قتل موظفين اثنين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن خلال إطلاق نار أمام المتحف اليهودي في قلب واشنطن على مقربة من مقر «الكابيتول»، في هجوم أوقف منفذه الاميركي الذي هتف بفلسطين حرة وقوبل بإدانات أوروبية خصوصا باعتباره «معاديا للسامية»، فيما زعمت تل أبيب أنه ينم عن «تحريض» ضدها.
وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي «تروث سوشال»، أن «هذه الجرائم الفظيعة المدفوعة بطبيعة الحال بمعاداة السامية ينبغي أن تتوقف الآن!»، مؤكدا أنه «لا مكان للكراهية والتعصب في الولايات المتحدة».
وأكد وزير خارجيته ماركو روبيو، أن سلطات بلاده ستلاحق المسؤولين عما وصفه بـ«فعل مخز للعنف الدنيء والمعادي للسامية». وكتب روبيو على منصة «اكس»: «سنعثر على المسؤولين ونلاحقهم أمام القضاء».
وقالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم في منشور على «اكس» إن «اثنين من أفراد طاقم السفارة الإسرائيلية قتلا بطريقة عبثية قرب متحف (كابيتال) اليهودي في واشنطن».
وأضافت: «نجري تحقيقا مكثفا، ونعمل على جمع المزيد من المعلومات لمشاركتها».
وقد أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة الحادث، وقالت وزارة خارجيتها في بيان «تدين دولة الإمارات بشدة حادثة إطلاق النار التي أدت إلى مقتل موظفين بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن، معربة عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية»، وتعبر عن «خالص تعازيها ومواساتها وتضامنها مع أهالي وذوي الضحايا، ومع الشعب الإسرائيلي جراء هذا الهجوم الآثم»، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الإمارات الرسمية «وام».
كما توالت التنديدات من باريس وبرلين ولندن وروما والمفوضية الأوروبية، بينما أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات بتعزيز التدابير الأمنية في بعثات تل أبيب الديبلوماسية حول العالم، معتبرا أن هذا الهجوم ينم عن «تحريض» على العنف ضد إسرائيل.
ودان الرئيس إيمانويل ماكرون أيضا «الهجوم المعادي للسامية»، فيما أوعز وزير داخليته برونو روتايو بـ «تعزيز تدابير المراقبة الخاصة بالمواقع المرتبطة باليهود»، وان تكون «رادعة»، بما في ذلك المعابد اليهودية والمدارس والشركات، بالإضافة إلى وسائل الإعلام والفعاليات الثقافية.
وندد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو في منشور باللغة بالإنجليزية على منصة «اكس» بـ«فعل شنيع من الهمجية المعادية للسامية».
وفي الوقت ذاته، رفضت باريس بشدة اتهامات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، للدول الأوروبية «بالتحريض على الكراهية».
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان، إن هذه التصريحات «صادمة وغير مبررة على الإطلاق»، مؤكدا أن «فرنسا دانت وتدين وستواصل إدانة أي عمل معاد للسامية دائما وبشكل لا لبس فيه»، مشددا على الاتزام «بضمان سلامة أفراد الجالية اليهودية»في بلاده.
وندد المستشار الألماني فريدريش ميرتس بشدة بالحادث واصفا إياه بـ«الفعل المقيت».
وكتب وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي على «اكس»: «مصدومون بمقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن. نندد بهذه الجريمة الفظيعة المعادية للسامية»، مضيفا «أفكارنا مع الضحيتين وعائلتيهما وزملائهما في هذه اللحظات المأساوية».
كما ندد وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني «بمشاهد الرعب والعنف»، وقال إن «معاداة السامية ينبغي أن تتوقف. وينبغي ألا تعود فظائع الماضي».
بدورها، أعربت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، عن «صدمتها» بعد هجوم إطلاق النار قرب المتحف اليهودي في واشنطن.
وقالت كالاس «ينبغي ألا يكون هناك مكان للكراهية والتطرف ومعاداة السامية في مجتمعاتنا».
وأوضحت رئيسة الشرطة في واشنطن، باميلا سميث خلال إحاطة إعلامية أن المشتبه به بإطلاق النار تصرف وحيدا وأطلق شعارات مؤيدة للفلسطينيين خلال توقيفه.
وذكرت الشرطة أن مطلق النار يدعى الياس رودريغيز (30 عاما) ينحدر من شيكاغو شمال الولايات المتحدة.
وكشف السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة يحيئيل لايتر، عن أن «الضحيتين كانا على وشك أن تعقد خطوبتهما، وذكرت الخارجية الإسرائيلية انهما يدعيان: يارون ليسينسكي (28 عاما) أميركي يحمل الجنسية الألمانية ايضا، وسارة لين ميلغريم، وهي مواطنة أميركية يهودية.
إلى ذلك، أعلن متحدث باسم الشرطة الاميركية عن وقوع إطلاق نار خارج مقر وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي.آي.إيه» في ولاية فيرجينيا.
ونوه إلى أن هذا الحادث «عرضي» ولم يؤد إلى مقتل أحد، لافتا إلى أنه «حسب المعطيات الأولية» لا يوجد ارتباط بين هذا الهجوم وحادث اطلاق النار في محيط المتحف اليهودي بواشنطن الذي أدى إلى مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية.
ولاحقا، أوضح مصدر في «سي.آي.إيه» أن أفراد الأمن «اشتبكوا مع سيارة كانت تقودها أمرأة» أمام بوابات الوكالة، لافتا إلى أن قائدة السيارة قيد الاحتجاز، وفق ما أفادت وكالة «رويترز».
من جهتها، ذكرت قناة «العربية/الحدث» الإخبارية الفضائية، أن حراس الأمن أطلقوا النار على سيارة حاولت تجاوز السياج الأمني لمقر «سي.آي.إيه».