أعلنت بريطانيا أمس إعادة أرخبيل تشاغوس رسميا إلى سيادة موريشيوس وفق معاهدة تسمح لها بتأجير القاعدة العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في تصريح صحافي، أن الاتفاقية تنص على تأجير القاعدة العسكرية لمدة 99 عاما قابلة للتجديد 40 عاما أخرى مقابل 101 مليون جنيه إسترليني (نحو 135.6 مليون دولار) سنويا.
وذكر أن المملكة المتحدة ستتولى المسؤولية الدفاعية الكاملة عن أمن القاعدة العسكرية بجزيرة دييغو غارسيا، مشيرا إلى أن موريشيوس لديها كامل الصلاحيات في إدارة برامج إعادة الإسكان بجزر الأرخبيل باستثناء دييغو غارسيا.
ووصف ستارمر هذا الاتفاق بـ «الاستراتيجي» لأمن المملكة المتحدة وحلفائها نظرا للأهمية الحيوية للقاعدة العسكرية وموقعها الإستراتيجي في المحيط الهندي.
وأوضح أنه من دون هذه المعاهدة سيكون بإمكان بعض الدعاوى القضائية الدولية وقف عمل القاعدة العسكرية ومنع القوات البريطانية من العمل في محيط جزر أرخبيل تشاغوس، مضيفا أن «الاتفاقية هي السبيل الوحيد لتأمين مستقبل القاعدة ومنع أعداء بريطانيا من إقامة تواجد لهم في المنطقة».
وعلى صعيد متصل، قال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي إنه «مع تزايد خطورة العالم تزداد أهمية قاعدتنا العسكرية في دييغو غارسيا، حيث تضمن المعاهدة السيطرة العملياتية الكاملة وتعزز شراكتنا الدفاعية مع الولايات المتحدة».
ورأى هيلي في تصريح صحافي أنه من دون هذه القاعدة ستكون قدرة المملكة المتحدة على ردع الإرهابيين والدفاع عن مصالحها وحماية قواتها حول العالم في خطر، مضيفا أن اتفاقية اليوم ستضمن الأمن الوطني والاقتصادي لأجيال قادمة.
ووفقا لما نشرته الحكومة البريطانية في بيان ملحق مع الاتفاقية تتمتع قاعدة دييغو غارسيا بقدرات عسكرية بحرية وجوية وفضائية مختلفة إضافة إلى مركز دائم لمراقبة النشاط الزلزالي.
ويشير البيان إلى أن «هذه القاعدة تعد مركزا لوجستيا بالغ الأهمية حيث تقع في موقع استراتيجي وتضم مجموعة متكاملة من المرافق كما أنها تمثل محطة رئيسية للتزود بالوقود والإمداد للعمليات البحرية والجوية وهذا يمكن من تعزيز القوة والوصول إلى مناطق أخرى مما يسمح بنشر القوات بسرعة ومرونة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشرق أفريقيا وجنوب آسيا».
ويضيف البيان أن «القاعدة تساعد في حماية بعض أهم ممرات الشحن في العالم مع الحفاظ على عزلتها الكافية لحمايتها من هجمات الأعداء» مؤكدا أن الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والهند تدعم الاتفاقية الجديدة إدراكا منها لأهميتها للأمن العالمي.
يذكر أن أرخبيل تشاغوس الذي يتألف من نحو 60 جزيرة أكبرها دييغو غارسيا يعرف رسميا بـ «إقليم المحيط الهندي البريطاني» وتم فصله عن موريشيوس عام 1965 عندما كانت لاتزال مستعمرة بريطانية.
وفي أواخر ستينيات القرن الماضي دعت بريطانيا الولايات المتحدة لإقامة قاعدة عسكرية في دييغو غارسيا قبل أن يتم ترحيل آلاف السكان من الجزيرة قسرا.