شهدت مدينة حلب أمس ثاني عملية تبادل أسرى بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديموقراطية (قسد) الكردية، منذ توقيع اتفاق اندماج «قسد» ومؤسساتها في أجهزة الدولة السورية، في مارس الماضي.
وأفادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) أن عملية التبادل بين قوى «الأمن الداخلي» و«قسد» ضمن اطار «تبييض السجون» تضمنت 400 شخص من الطرفين.
ووصلت حافلات تقل الأسرى إلى منطقة «العوارض» في مدخل حي الشيخ مقصود، حيث جرت عملية التبادل.
وتحدثت مصادر عن عمليات تبادل جديدة خلال الأيام القادمة، استكمالا للاتفاق الموقع بين الطرفين.
وفي 3 نيسان الماضي، شهدت حلب أول عملية تبادل للأسرى تضمنت الإفراج عن 100 شخص مدنيين وعسكريين إلى الدولة السورية متمثلة بـ «جهاز الأمن الداخلي» كانت قد اعتقلتهم «قسد» في حلب، بعد سقوط النظام، مقابل تسليم نحو 150 أسيرا من عناصرها.
وتوصلت لجنة مكلفة من رئاسة الجمهورية العربية السورية و«المجلس المدني لحيي الشيخ مقصود والأشرفية»، في 1 أبريل الماضي، إلى اتفاق لتسوية أوضاع الحيين في مدينة حلب.
وأكد الاتفاق، المؤلف من 14 بندا، على انسحاب القوات العسكرية في الحيين بأسلحتها إلى منطقة شمال شرقي سورية، وحظر المظاهر المسلحة فيها.
كما نص الاتفاق على «تبييض السجون من قبل الطرفين في محافظة حلب، وتبادل جميع الأسرى الذين تم أسرهم بعد التحرير»، و«تشكيل لجان تنسيقية لتسهيل الحركة بين مناطق حلب وشمال شرقي سوريا، ولجان في الحيين لتطبيق الاتفاقية على أرض الواقع».
ويأتي التبادل بعد يوم على اجتماع وفد من قسد مع ممثلين من الحكومة في دمشق.
وأعلن عضو اللجنة المكلفة بإتمام الاتفاق مع «قسد»، العميد زياد العايش، أنه تم خلال لقاء مع وفد من «قسد» التوصل إلى توافق حول عدد من الملفات المهمة.
وأشار إلى أن الاجتماع جرى في أجواء إيجابية تميزت بروح المسؤولية والحرص المشترك على المصلحة الوطنية.
وأضاف العايش: إن التفاهم شمل تشكيل لجان فرعية تخصصية لمتابعة تنفيذ اتفاق 10 مارس، الموقع بين الرئيس أحمد الشرع وقائد «قسد» مظلوم عبدي، كما تم الاتفاق على السعي لحل القضايا العالقة المتعلقة بالامتحانات والمراكز الامتحانية، بما يضمن حقوق الطلبة وسلامة العملية التعليمية.
وناقش الطرفان أيضا آليات تسهيل عودة المهجرين إلى مناطقهم، والعمل على إزالة المعوقات التي تعترض هذا المسار.
وأكد العايش التوافق على إعادة تفعيل اتفاق حيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب، والعمل على معالجته بما يعزز الاستقرار والسلم الأهلي.
في السياق، تناول السفير الأميركي في أنقرة والمبعوث الخاص إلى سورية توم باراك ملامح السياسة الأميركية المستقبلية حيال سورية، مؤكدا أن بلاده تتجه نحو سياسات مختلفة عما كان متبعا في العقود الماضية.
وأشار باراك خلال مقابلة مع قناة NTV التركية إلى مستقبل الوجود العسكري الأميركي والدعم المقدم لـ «قسد»، وأوضح أن «قسد هي حليف بالنسبة لنا. الدعم المقدم لهم هو دعم لحليف، وهذا أمر مهم جدا بالنسبة للكونغرس الأميركي».
وأضاف «يجب توجيه هذا الدعم نحو دمجهم في جيش سورية الجديد المستقبلي. يجب أن تكون توقعات الجميع واقعية»، مشيرا إلى أهمية العمل على إدماج وحدات حماية الشعب (YPG)، ضمن البنية العسكرية الجديدة في سورية.
وفيما يتعلق بالوجود العسكري الأميركي في سورية، كشف باراك عن توجه لتقليص عدد القواعد العسكرية الأميركية فيها، وقال «من 8 قواعد، سينتهي الأمر بقاعدة واحدة فقط»، في إشارة إلى رغبة واشنطن في تقليل انتشارها العسكري في سورية.