نـددت وزارة الخارجيــــة السوريـــــة بالاعتداءات الاسرائيلية على جنوب البلاد، معتبرة أن «التصعيد يمثل انتهاكا صارخا للسيادة السورية، ويزيد من حالة التوتر في المنطقة، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التهدئة والحلول السلمية».
وكان الاحتلال الاسرائيلي اعترف بقصف منطقة حوض اليرموك ردا على ما قال إنه إطلاق مقذوفين باتجاهها سقطا في مناطق غير مأهولة في الجولان المحتل من دون أن يسفرا عن أضرار، في أول هجوم من هذا النوع من الجانب السوري منذ تولي الرئيس أحمد الشرع السلطة.
وأكدت وزارة الخارجية السورية، وفق مكتبها الاعلامي، أن «سورية لم ولن تشكل تهديدا لأي طرف في المنطقة»، معتبرة أن هناك «أطرافا عديدة تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة».
من جهتها، اعتبرت محافظة درعا أن اعتداءات أمس الأول الهدف منها اختلاق ذرائع واهية لتبرير عدوان غاشم. وبينت ـ في بيان على قناتها على «التلغرام» ـ أن هذه الاعتداءات شكلت تهديدا مباشرا لحياة المدنيين، وأدت إلى أضرار واسعة في الممتلكات العامة والخاصة، فضلا عن حالة الذعر جراء القصف الذي طال إزرع ومحيط بلدات تسيل وسحم وجاسم وتل المحص وتل المال، إضافة إلى الحقول الزراعية المحيطة ببلدتي كويا ومعرية في منطقة حوض اليرموك.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول سوري أن ميليشيا مرتبطة بإيران من عهد الأسد تنشط بالقنيطرة لديها مصلحة في التصعيد مع إسرائيل وتعمل على تقويض جهود الاستقرار في البلاد.
وتبنـــت مجموعتــان مجهولتان، وفق بيانات تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، القصف باتجاه إسرائيل.
وبثت إحداهما وتدعى «كتائب الشهيد محمد الضيف» (القائد العسكري لـ «حماس» الذي قتلته إسرائيل في غزة)، مقطعا مصورا قالت إنه يظهر «لحظة سقوط الصواريخ على مواقع الاحتلال في الجولان المحتل»، والمجموعة الأخرى تطلق على نفسها «اولي البأس»، وقالت ان القصف جاء ردا على جرائم الاحتلال في غزة.
وقال الجيش الاسرائيلي إن المقذوفين تسببا في تفعيل صفارات الإنذار في حاسبين ورمات ماغشيميم الواقعتين في جنوب هضبة الجولان المحتلة.
ورد الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي، قبل أن تقصف طائراته «كلا من الفوج 175 في محيط مدينة إزرع، ومحيط تل المال شمالي درعا، وتل الشعار في محيط القنيطرة».
ويرى المحلل السوري بســــام السليمــان أن «المستفيدين من التصعيد هما إيران»، التي شكلت مع مجموعات موالية لها أبرز داعمي الأسد، وإسرائيل التي لا تريد وجود سلطة قوية في دمشق لأنها ترغب أن «يكون المركز ضعيفا على حساب الأطراف، ولهذا تريد تحميل الشرع المسؤولية» عن التصعيد.
وقال لـ «فرانس برس» من دمشق إن «القصف المتكرر للبنية التحتية للجيش السوري، يعرقل نشوء قوة قادرة على ضبط كل سورية»، متهما إسرائيل بـ «تحريك بعض المكونات ضد الدولة السورية».