استُهدفت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة في إقليم دارفور غرب السودان ما تسبب في وقوع ضحايا بحسب التقارير الأولية، على ما أفادت متحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وكالة فرانس برس أمس.
ويأتي الهجوم بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة أن 4 ملايين شخص فروا من السودان إلى الدول المجاورة منذ بدء الحرب قبل أكثر من سنتين.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة إيفا هيندز لفرانس برس إن القافلة التي ضمت شاحنات مساعدات تابعة لليونيسف ولبرنامج الأغذية العالمي كانت عندما تعرضت للهجوم أمس الاول «تقف في مدينة الكومة بشمال دارفور في انتظار الموافقة للتوجه إلى الفاشر». ولم توضح هيندز أي من طرفي الحرب يقف خلف الهجوم.
وتقع مدينة الكومة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، على بعد نحو 80 كيلومترا من مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور التي يسيطر عليها الجيش وتحاصرها قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام.
واتهمت الحكومة الموالية للجيش قوات الدعم السريع بالوقوف وراء الهجوم على قافلة المساعدات التي كانت في طريقها لمدينة الفاشر التي بات مئات الآلاف من سكانها على حافة المجاعة، بينما اتهمت الدعم السريع الجيش بقصف القافلة.
وقال المتحدث باسم الحكومة في بيان أمس إن «طائرات مسيرة هجومية تتبع لميليشيا الدعم السريع» قصفت «سيارات إغاثة إنسانية تابعة للأمم المتحدة.. في محاولة متعمدة لقطع الطريق أمام الفرق الإنسانية وتعطيل مهمتها في إيصال المساعدات إلى المواطنين المحاصرين في مدينة الفاشر ومعسكرات النازحين».
وأشار البيان إلى وقوع قتلي وإصابات جراء الهجوم.
من جانبها، أدانت قوات الدعم السريع في بيان «الهجوم الوحشي الذي شنه الجيش السوداني مساء أمس الاول بطائرة على قافلة إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي»، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة اثنين.
وفي حصيلة أخيرة، قالت الأمم المتحدة أمس إن نحو أربعة ملايين شخص فروا إلى خارج السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين يوجين بيون في جنيف «فر أربعة ملايين شخص من السودان إلى الدول المجاورة منذ بدء الحرب التي دخلت عامها الثالث. إنها محطة كارثية في أزمة النزوح الأخطر في العالم».
وأكدت بيون أنه «إذا استمر النزاع، فسيستمر آلاف الأشخاص في الفرار، ما يعرض الاستقرار الإقليمي والعالمي للخطر».
وتستضيف تشاد أكثر من 850 ألف سوداني، عبر معظمهم الحدود بعد الحرب.
وأكد منسق مفوضية الأمم المتحدة للاجئين للوضع في تشاد دوسو باتريس أهوانسو متحدثا من أمجراس في شرق البلاد أن هذا الواقع يرتب «ضغطا غير محتمل على قدرة تشاد على الاستجابة».
وقال أهوانسو «هؤلاء المدنيون يفرون مذعورين، وكثر منهم تحت القصف، ويجتازون نقاط تفتيش مسلحة ويتعرضون لعمليات ابتزاز وقيود صارمة تفرضها الجماعات المسلحة».
وأكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن هناك «حاجة ملحة» لأن يعترف المجتمع الدولي «بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يتعرض لها السودان وأن يعمل على القضاء عليها».