وقّع المحافظون بزعامة المستشار الألماني المقبل فريدريش ميرتس اتفاق الائتلاف مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي من اليسار الوسط أمس، ما يعني الانتهاء من تشكيل حكومة جديدة يعلن عنها رسميا اليوم.
ويحمل هذا الاتفاق خريطة طريق للأعوام الأربعة المقبلة في أكبر اقتصاد في أوروبا، تحدد أولويات السلطة التنفيذية الجديدة التي ستواجه العديد من التحديات في خضم الاضطرابات الجيوسياسية العالمية.
ويتعين على الحكومة الجديدة أن تعمل على إنعاش الاقتصاد الذي يعاني من الركود منذ عامين، والحد من صعود حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني، ودعم تعزيز الدفاع الأوروبي في مواجهة الانسحاب الاستراتيجي الأميركي.
وقال فريدريش ميرتس قبل حفل التوقيع «إذا انتخبت وتم التصديق لاحقا على أعضاء الحكومة، فستكون لديكم حكومة مصممة على دفع ألمانيا إلى الأمام من خلال إصلاحات واستثمارات، حكومة ستسعى جاهدة لتكون موثوقة منذ اليوم الأول».
ووقع على الاتفاقية قبل فريدريش ميرتس الذي يرأس الحزب الديموقراطي المسيحي، رئيسا الحزب الاشتراكي الديموقراطي لارس كلينغبل وساسكيا إيسكن، وماركوس سودر رئيس الحزب البافاري حليف الحزب الديموقراطي المسيحي.
وقال ميرتس «نعيش في فترة من التغيير العميق والاضطرابات الكبرى وعدم اليقين الكبير». وأضاف «لهذا السبب ندرك أن من واجبنا التاريخي قيادة هذا الائتلاف نحو النجاح. نحن عازمون على تحقيق ذلك».
وتأتي تصريحات ميرتس فيما يراهن أقصى اليمين على فشل الائتلاف، ويحلم بالفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستجري في العام 2029.
ومن المقرر أن ينتخب النواب في البوندستاغ ميرتس (69 عاما) رسميا مستشارا اليوم، بعد فوز معسكره المحافظ في الانتخابات التشريعية في 23 فبراير.
وفي السياق، يحتفظ بوريـــس بيستوريوس بحقيبة الدفاع في الحكومة الألمانية المقبلة، على ما أعلن حزبه الاشتراكي الديموقراطي أمس.
ومن أبرز المهام التي أوكلت إلى بيستوريوس (65 عاما)، تعزيز القوات المسلحة في البلد التي لطالما عانت من نقص في التمويل، فضلا عن دعم كييف بتجهيزات دفاعية منذ الحرب الروسية ـ الأوكرانية لها قبل ثلاث سنوات.
من جهة اخرى، أعلنت برلين أمس أنها «ترفض بشدة» انتقادات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بشأن قرار الاستخبارات الألمانية تصنيف حزب «البديل من أجل ألمانيا» على أنه «مجموعة متطرفة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سيباستيان فيشر «أقول مجددا إن التلميحات الواردة (في تعليقات روبيو)، لا أساس لها من الصحة بالتأكيد».
وانتقد روبيو تصنيف حزب البديل من أجل ألمانيا الذي حل في المرتبة الثانية في انتخابات فبراير، واصفا الأمر بأنه «استبداد مقنع».