أعلن الجيش الباكستاني أمس إجراء تجربة صاروخية هي الثانية منذ تصاعد التوترات مع الهند على خلفية هجوم في كشمير المتنازع عليها أسفر عن مقتل 26 شخصا في أبريل الماضي، وتزامن ذلك مع وصول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى إسلام أباد، لإجراء محادثات مع رئيس الحكومة قبل أن يتوجه إلى نيودلهي في وقت لاحق من هذا الأسبوع، في مسعى للوساطة بين القوتين النوويتين.
وأكد الجيش نجاح التجربة على صاروخ أرض - أرض يبلغ مداه 120 كيلومترا. وقال مكتب العلاقات العامة للجيش في بيان إن التجربة تهدف إلى ضمان الجاهزية التشغيلية للقوات والتحقق من صحة المعايير الفنية الرئيسية بما في ذلك نظام الملاحة المتقدم للصاروخ وما يتمتع به من قدرات محسنة على المناورة.
وذكر البيان أن التجربة شهدها عدد من قادة قوات الجيش وكبار المسؤولين إلى جانب علماء ومهندسين من الأجهزة الاستراتيجية في باكستان.
وأشار إلى أن الرئيس الباكستاني آصف زرداري قدم تهانيه للعلماء والمهندسين والشعب الباكستاني على نجاح التجربة لإطلاق منظومة (فتاح) الصاروخية، مؤكدا في الوقت ذاته التزامه بضمان الأمن والدفاع الوطنيين.
من جهته، قال رئيس الحكومة شهباز شريف في بيان إن: «التدريب الناجح على إطلاق الصاروخ، يظهر بوضوح أن الدفاع الباكستاني في أيد قوية»، مضيفا أنه راض عن «الجاهزية التامة للجيش للدفاع الوطني». وجاء ذلك فيما أجل شريف زيارته الرسمية التي كانت مقررة الجمعة إلى ماليزيا، حسبما أفاد رئيس الحكومة الماليزية أنور إبراهيم الإثنين. وكان الجيش الباكستاني أعلن السبت الماضي نجاح تجربة لإطلاق صاروخ آخر من طراز (عبدالي) يبلغ مداه 450 كيلومترا.
وتأتي التجربة الصاروخية الباكستانية وسط مخاوف من تدهور التوترات وتحولها إلى نزاع مباشر، وتصاعدت الضغوط الدولية على نيودلهي وإسلام آباد لتخفيف حدة التوتر بينهما. وعليه فإن عراقجي هو أول ديبلوماسي أجنبي كبير يزور البلدين، بعدما عرضت إيران التوسط بينهما.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي: «لا نريد أن تتصاعد التوترات في هذه المنطقة ولن ندخر جهدا للمساعدة في تهدئة الأوضاع بين البلدين».
كما دعا الكرملين إلى تخفيف التوترات بين الدولتين الحليفتين لموسكو، وقال المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف في مؤتمره الصحافي اليومي: «نأمل في أن تتمكن الأطراف من اتخاذ تدابير.. تساعد في تخفيف التوترات».