اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق «طلقات تحذيرية» خلال زيارة قام بها ديبلوماسيون أجانب إلى مدينة جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة، زاعما ان ذلك جاء بعدما «انحرف» الوفد الديبلوماسي عن المسار المتفق عليه.
وقال في بيان أمس إنه: «يأسف للإزعاج الذي تسببت به الحادثة»، مشيرا إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وأكد ديبلوماسي أجنبي كان ضمن الوفد لوكالة «فرانس برس» وأنه سمع «إطلاق نار متكرر» من داخل مخيم جنين للاجئين. وقوبل هذا التصرف الاسرائيلي بتنديد واستهجان أوروبي واسع، واعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن أي تهديد لحياة الديبلوماسيين هو «أمر غير مقبول».
وأضافت كالاس للصحافيين في بروكسل أمس «ندعو إسرائيل إلى التحقيق في هذه الحادثة ونطلب محاسبة المسؤولين عنها».
وفي سياق متصل، نددت وزارة الخارجية الإسبانية بشدة بما حدث، وقالت في بيان إنها تحقق في كل ما جرى، وان ديبلوماسيا إسبانيا كان ضمن المجموعة وهو بخير، الأمر الذي نددت به بشدة. واعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني أن الطلقات التحذيرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي باتجاه ديبلوماسيين في الضفة تهديدات «غير مقبولة».
وأعلن تاياني استدعاء السفير الإسرائيلي في روما وقال في منشور على منصة «إكس» : «نطلب من الحكومة الإسرائيلية توضيحات فورية لما حصل. والتهديدات في حق الديبلوماسيين غير مقبولة». وكذلك فعل وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو معلنا استدعاء السفير الإسرائيلي في باريس.
من جهتها، اتهمت السلطة الفلسطينية الجيش الاسرائيلي بإطلاق الرصاص الحي باتجاه وفد ديبلوماسي خلال جولة له في مدينة جنين، بعد نشر مقطع مصور يظهر جنديين إسرائيليين يصوبان بندقيتهما نحو مجموعة من الأشخاص.
ودانت السلطة الفلسطينية في بيان «الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والمتمثلة في الاستهداف المباشر بإطلاق الرصاص الحي على وفد ديبلوماسي معتمد لدى دولة فلسطين».
وعلى صعيد التطورات في غزة، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن توصلها إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن «بدء إدخال مساعدات إنسانية عاجلة» إلى القطاع المحاصر، بحسب بيان نشرته وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أمس.
ونقل البيان أن الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية الإماراتي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ونظيره الإسرائيلي جدعون ساعر «أفضى إلى الاتفاق على بدء إدخال مساعدات إنسانية عاجلة من دولة الإمارات، تهدف لتلبية الاحتياجات الغذائية لنحو 15 ألف مدني في قطاع غزة كمرحلة أولى».
وأوضح البيان أن هذه المبادرة «تشمل توفير المواد الأساسية اللازمة لتشغيل المخابز في القطاع، بالإضافة إلى مستلزمات الأطفال الضرورية، مع ضمان استمرارية توفير هذه المواد لتلبية احتياجات المدنيين». وقالت وكالة «وام» انه خلال الاتصال الهاتفي، أكد وزير الخارجية الإماراتي «أهمية وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى الشعب الفلسطيني الشقيق في القطاع بشكل عاجل ومكثف وآمن ودون أي عوائق».
من جانب آخر، اتهمت منظمة «أطباء بلا حدود» إسرائيل بأنها بدأت السماح بإدخال مساعدات «غير كافية بشكل مثير للسخرية» إلى غزة يهدف تجنب اتهامها بتجويع الناس في القطاع الفلسطيني المحاصر.