حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أن أي محاولة لتغيير النظام في طهران قد تؤدي إلى «فوضى»، في خضم التصعيد بين إيران وإسرائيل.
وجاءت تصريحات ماكرون على هامش قمة مجموعة السبع التي عقدت مؤخراً في كندا وبعيد منشور للرئيس الأميركي دونالد ترامب قال فيه إن الولايات المتحدة لن تقضي «في الوقت الحالي» على المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي.
وأضاف ماكرون «لا للضربات على البنى التحتية للطاقة، لا للضربات ضد السكان المدنيين، لا للأعمال العسكرية التي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير النظام لأنه لا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك».
وذكر ماكرون أن فرنسا «لا تريد أن تملك إيران السلاح النووي»، وهو واحد من أهداف العملية العسكرية الإسرائيلية، «لكننا نعتقد أنه يتعين علينا الآن العودة إلى طاولة النقاش» لتأطير البرنامج النووي والباليستي للبلاد.
وقدر في الوقت نفسه، أن هناك حاجة «إلى الولايات المتحدة لإعادة الجميع إلى طاولة المفاوضات» لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران.
من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إن دفاع إيران عن نفسها في مواجهة الأفعال الخارجة عن القانون التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي «هو حق طبيعي ومشروع وقانوني للغاية».
وقال في كلمة ألقاها خلال مشاركته في اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في مقر البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة إن بلاده تتابع عن كثب «الهجمات الإرهابية» على إيران، مبينا أن جميع المؤسسات التركية بحالة تأهب قصوى تحسبا لتداعياتها المحتملة.
وتابع «لا طموح لدينا أو رغبة سوى في تحقيق السلام والاستقرار بمنطقتنا ونريد فقط التعاون والاستقرار والأمن بالشرق الأوسط»، مضيفا «مساعينا صادقة من أجل السلام لكن لا نتردد في الرد اللازم على أي هجوم يستهدفنا».
وذكر أن أنقرة ستواصل اتصالاتها الديبلوماسية وبذل قصارى جهدها لمنع وقوع كارثة قد تطول الجميع جراء العدوان الإسرائيلي.
وأوضح أردوغان ان بلاده تبذل كل ما في وسعها لإيقاف العدوان الوحشي على غزة وسورية ولبنان واليمن وإيران.
وقال إن الاحتلال الذي يمتلك أسلحة نووية ولا يعترف بأي قواعد دولية في أنشطته النووية ارتكب «عملا إرهابيا شاملا دون انتظار انتهاء نتائج المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني».
في السياق، أعرب وزراء خارجية فرنسا جان نويل بارو وألمانيا يوهان فادفول وبريطانيا ديفيد لامي إلى جانب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كايا كلاس أمس عن بالغ قلقهم إزاء تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، مشددين على ضرورة ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من قبل جميع الأطراف وتجنب اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر عقب اتصال هاتفي جمع المسؤولين الأوروبيين مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تناول التطورات المتسارعة في المنطقة في ظل التوتر المتصاعد بين إيران والاحتلال الإسرائيلي.
وحث الوزراء إيران على اتخاذ خطوات سريعة وملمــوسة لاستئنـاف المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى حل ديبلوماسي يعالج المخاوف المرتبطة ببرنامجها النووي، محذرين في الوقت ذاته من عواقب انسحاب إيران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
واخـتـتــم الــــوزراء الأوروبيون دعوتهم بتجديد التأكيد على أهمية خفض التصعيد، مؤكدين التزامهم بالعمل من أجل تسوية تفاوضية ومستدامة للملف النووي الإيراني.
هذا وأعلنت الصين أنها أجلت نحو 800 من رعاياها من إيران، منذ بدء الحرب بين طهران وتل أبيب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غوه جياكون في بيان أمس إن «791 مواطنا صينيا نقلوا من إيران إلى مناطق آمنة، ويتم إجلاء أكثر من ألف شخص».
وأضاف أنه تم إجلاء رعايا صينيين بشكل آمن من إسرائيل أيضا.
وتـابـع جيـاكون أن «الصين تعرب عن امتنانها للدول المعنية على دعمها ومساعدتها الكاملة».
وبالتوازي، أعلن السفير الروسي في تل أبيب أناتولي فيكتوروف أن عائلات ديبلوماسيين روس غادرت إسرائيل.
وقــال فيـكـتــوروف لبرنامج «سولوفييف.لايف» أمس «غادرت جميع زوجات وأولاد الموظفين في السفارة».
ولم يستبعد نقل السفارة الروسية «إلى مكان أكثر أمنا من دون مغادرة إسرائيل».
بدوره كشف مسؤول أسترالي رفيع أن حكومته تعد خططا لتنفيذ عمليات إجلاء لرعاياها الراغبين في مغادرة إيران، وذلك في ظل التصعيد المستمر في منطقة الشرق الأوسط.
وقال وزير الدفاع الأسترالي بات كونروي في مقابلة مع هيئة الإذاعة المحلية إن «المجال الجوي مغلق حاليا، مما يحول دون دخول أو خروج الطائرات، لكننا نعد خططا لإجلاء الأستراليين أو مساعدتهم على ركوب رحلات تجارية عند إعادة فتح المجال الجوي».
وتــم نصـح جميـع الأستراليين المقيمين حاليا في المنطقة بالتسجيل لدى وزارة الشؤون الخارجية والتجارة.
وقالت وزيرة الخارجية بيني وونغ إن 350 مواطنا أستراليا أبلغوا الوزارة برغبتهم في مغادرة إيران، و300 مواطن آخرين لديهم نية لمغادرة إسرائيل، مع توقع زيادة أعداد التسجيلات.
وأضافت وونغ أن الحكومة تعمل على مجموعة من الخطط لمساعدة الأشخاص على المغادرة عندما يصبح ذلك آمنا.
من ناحيتها، أجلت اليونان 105 من رعاياها ورعايا أجانب من إسرائيل بسبب استمرار المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل.
وقــالت الخارجيـــة اليونانية في بيان أمس انه تم «نقل هؤلاء الأفراد إلى أثينا» في طائرات تابعة لسلاح الجو اليوناني.
وبحسب الوزارة شمل الإجلاء إلى جانب الرعايا اليونانيين، مواطنين من: ألبانيا والنمسا وبلجيكا وألمانيا وقبرص وجورجيا، فضلا عن المجر وإيطاليا وليتوانيا ورومانيا والسويد وسويسـرا والولايـــات المتحدة.