حثت الأمم المتحدة أمس كمبوديا وتايلند على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار على الحدود بينهما بالكامل واتخاذ تدابير سريعة لبناء الثقة والسلام.
وقال المفوض الأممي السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان «لابد من احترام هذا الاتفاق الأساسي بالكامل وبنية حسنة من الطرفين، فيما تتواصل الجهود الديبلوماسية لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاع».
وتضاربت المعلومات حول التزام كمبوديا وتايلند باتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين البلدين في ماليزيا، حيث أكد البلدان للصين مجددا التزامهما بالاتفاق خلال اجتماع ثلاثي غير رسمي، وفقا لبيان نشر على موقع وزارة الخارجية الصينية.
وعقدت الصين وكمبوديا وتايلند الاجتماع في شانغهاي أمس حضره نائب وزير الخارجية الصيني سون وي دونغ، وممثلون عن كمبوديا وتايلند.
وأفاد البيان بأن كمبوديا وتايلند أكدتا للصين مجددا التزامهما باتفاق وقف إطلاق النار، وأعربتا عن تقديرهما للدور الإيجابي الذي قامت به الصين في تهدئة الوضع.
وأضاف البيان أن الاجتماع عقد في مناخ صريح وودي ومتناغم.
وأشار إلى أن الصين تضطلع بدور بناء باستمرار في دعم كمبوديا وتايلند في حل نزاعاتهما الحدودية سلميا، وأن هذا الاجتماع هو أحدث جهد ديبلوماسي تقوم به الصين في هذا الصدد.
في المقابل، اتهمت تايلند كمبوديا في وقت سابق من أمس بارتكاب «انتهاكات متكررة» لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين البلدين في ماليزيا مطلع الأسبوع الجاري بعد 5 أيام من أعنف الاشتباكات العسكرية الحدودية بين الجانبين فيما نفت كمبوديا بشدة تلك الاتهامات ودعت إلى إرسال مراقبين دوليين لضمان الشفافية في تنفيذ الاتفاق.
وأعرب المتحدث باسم الجيش التايلندي الجنرال وينتاي سافاري في تصريح لهيئة الإذاعة الوطنية التايلندية عن إدانته لهجوم شنته القوات الكمبودية مساء أمس الأول في منطقة (فو ماكوا) بمقاطعة (سي سا كيت) شمال شرقي تايلند باستخدام البنادق والقنابل اليدوية.
وقال سافاري: «إن استخدام الأسلحة أمر غير ملائم في ظل سريان وقف إطلاق النار وهي فترة يفترض أن تبنى فيها الثقة المتبادلة»، مضيفا انه «على الجيش أن يدين مثل هذه التصرفات وهذه هي المرة الثانية التي تستخدم فيها الأسلحة منذ بدء اتفاق الهدنة»، مؤكدا أن القوات التايلندية لاتزال متمركزة على طول الحدود لمهام المراقبة «دون أن تبادر باستخدام أسلحتها».
من جهتها، أفادت وزارة الخارجية التايلندية في بيان بأن «الهجمات الكمبودية استمرت حتى صباح أمس رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ منتصف أمس الأول»، مضيفة ان «مثل هذا الفعل العدواني يشكل انتهاكا واضحا لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل القوات الكمبودية ويظهر غيابا واضحا لحسن النية».
وفي المقابل رفضت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بكمبوديا في بيان رسمي «الادعاءات الملفقة والمضللة» التي أصدرتها الحكومة التايلندية، مؤكدة التزامها المطلق وغير المشروط بـ «التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار» الذي تم التوصل إليه في اجتماع خاص بماليزيا.
وقالت كمبوديا إن قواتها المسلحة «لم تقم مطلقا بأي فعل يمكن اعتباره انتهاكا لبنود الاتفاق»، معتبرة أن الاتهامات التايلندية «تشوه الحقائق على الأرض وتشكل خطرا على الثقة الهشة ومسار الحوار الضروريين لإحلال سلام دائم».
ودعت إلى إرسال فريق مراقبين دوليين محايدين في أقرب وقت ممكن بما يتوافق مع ما نص عليه البيان المشترك الصادر عن اجتماع ماليزيا من أجل ضمان الشفافية والمساءلة في تنفيذ الاتفاق مؤكدة تمسك الحكومة الكمبودية الصارم بمبادئ القانون الدولي والحل السلمي للنزاعات وروح التعاون متعدد الأطراف.