حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس، من أن الصراع الدائر بين الجيش الفيدرالي والمتمردين في منطقة أوروميا ذات الكثافة السكانية الأكبر في إثيوبيا، له «عواقب مدمرة» على المدنيين «بشكل خاص في المناطق النائية».
ومنذ عام 2018 تواجه القوات الفيدرالية في المنطقة «جبهة تحرير أورومو» التي تصنفها السلطات منظمة إرهابية.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إن «الصراع المستمر في أوروميا له عواقب مدمرة على العديد من المجتمعات، خصوصا تلك الموجودة في المناطق النائية».
وتمتد هذه المنطقة من وسط إثيوبيا إلى جنوبها ومن الشرق إلى الغرب، وتغطي حوالي ثلث مساحة البلاد. ورغم أنها لا تتصدر عناوين الأخبار، إلا أن المدنيين فيها لايزالون يعانون بشدة من أعمال العنف، حيث يقتل ويصاب العديد منهم، في ظل مساعدات خارجية محدودة، حسبما أكدت المنظمة.
ويواجه السكان صعوبة في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، حيث تعيش العديد من المجتمعات على جانبي خط المواجهة أو في مناطق تتغير فيها خطوط القتال باستمرار، ما يجعل التنقل بين المناطق خطيرا وصعبا بسبب الاشتباكات المتكررة، وفقا للبيان.
وفي عام 2018، كانت قوات «جبهة تحرير أورومو» تقدر بآلاف المقاتلين. ويرى مراقبون أن الحركة لاتزال تفتقر إلى التنظيم والتسليح لتشكيل تهديد حقيقي للحكومة الفدرالية الإثيوبية، رغم أن مناطق من إقليم أوروميا التي تسيطر عليها الحركة تحوط بالعاصمة أديس أبابا.
وفي نوفمبر 2024، أعلنت اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان فتح تحقيق في مقتل 48 شخصا، من بينهم مسؤول في إحدى المناطق جراء هجوم نسب إلى «جبهة تحرير أورومو».
وتشهد إثيوبيا ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان بأكثر من 130 مليون نسمة، صراعات مسلحة مختلفة تسبب الانقسامات في البلاد.
وفي نوفمبر 2022، أبرمت الحكومة الفيدرالية الإثيوبية اتفاق سلام مع متمردي إقليم تيغراي وضع حدا لنزاع استمر عامين.
ورغم ذلك، لاتزال صراعات متفاوتة مستمرة أو حتى اندلعت أخيرا، بشكل خاص في منطقتي أوروميا وأمهرة، ثاني أكبر الأقاليم من حيث تعداد السكان، حيث تواجه السلطات الفيدرالية منذ أكثر من عام تمرد ميليشيات فانو.