أخرج البخاري - رحمه الله - في صحيحه من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أشهر الحج، وليالي الحج، وحرم الحج، فنزلنا بسرف، قالت: فخرج إلى أصحابه فقال: «من لم يكن منكم معه هدي فأحب أن يجعلها عمرة فليفعل، ومن كان معه الهدي فلا»، قالت: فالآخذ بها، والتارك لها من أصحابه، قالت: فأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجال من أصحابه فكانوا أهل قوة، وكان معهم الهدي، فلم يقدروا على العمرة، قالت: فدخل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، فقال: «ما يبكيك يا هنتاه» قلت: سمعت قولك لأصحابك فمنعت العمرة، قال: «وما شأنك» قلت: لا أصلي، قال: «فلا يضيرك إنما أنت امرأة من بنات آدم، كتب الله عليك ما كتب عليهن، فكوني في حجتك فعسى الله أن يرزقكيها»، قالت: فخرجنا في حجته حتى قدمنا منى فطهرت، ثم خرجنا من منى فأفضت بالبيت، قالت: ثم خرجت معه في النفر الآخر حتى نزل المحصب ونزلنا معه، فدعا عبدالرحمن بن أبي بكر فقال: «اخرج بأختك من الحرم فلتهل بعمرة، ثم افرغا ثم ائتياها هنا، فإني انظركما حتى تأتياني»، قالت: فخرجنا حتى إذا فرغت وفرغت من الطواف ثم جئته بسحر، فقال: «هل فرغتم» فقلت: نعم، فآذن بالرحيل في أصحابه، فارتحل الناس، فمر متوجها الى المدينة وأخرجه بلفظ: ان النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها، وحاضت بسرف قبل أن تدخل مكة وهي تبكي فقال: «ما لك أنفست» قالت: نعم قال: «إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، فاقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت»، فلما كنا بمنى اتيت بلحم بقر فقلت: ما هذا؟ قالوا: ضحى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أزواجه بالبقر.