- الحجاج يرمون الجمرات الثلاث في أول أيام التشريق
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أقام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في الديوان الملكي بقصر منى، حفل الاستقبال السنوي لأصحاب الفخامة والدولة، وكبار الشخصيات الإسلامية، وضيوف خادم الحرمين الشريفين، وضيوف الجهات الحكومية، ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج الذين أدوا فريضة الحج لهذا العام.
وبهذه المناسبة، ألقى الأمير محمد بن سلمان كلمة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
إخواني وأخواتي حجاج بيت الله الحرام.. الحضور الكرام، أصحاب الفخامة والسمو والدولة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نيابة عن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يطيب لنا من جوار بيت الله الحرام أن نهنئكم وجميع المسلمين في أنحاء العالم بعيد الأضحى المبارك، سائلين المولى سبحانه أن يتقبل من الحجاج حجهم وصالح أعمالهم.
واضاف: لقد شرَّف الله تعالى هذه البلاد بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديها، من حجاج ومعتمرين وزائرين ووضعت المملكة العربية السعودية ذلك في مقدمة اهتماماتها، وسخرت جميع قدراتها لخدمة ضيوف الرحمن والتيسير عليهم، ليؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة. وسوف تواصل المملكة بعون الله وتوفيقه هذا الامر، مدركة عِظم المسؤولية وشرف الخدمة.
وتابع: أصحاب الفخامة والسمو والدولة.. يأتي عيد الأضحى المبارك هذا العام، ومعاناة إخوتنا في فلسطين مستمرة نتيجة العدوان الإسرائيلي، ونشدد على دور المجتمع الدولي في إنهاء التداعيات الكارثية لهذا العدوان، وحماية المدنيين الأبرياء وإيجاد واقع جديد، تنعم فيه فلسطين بالسلام وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.
ونسأل الله تعالى أن يديم على بلادنا، وعلى سائر بلاد المسلمين والعالم الأمن والاستقرار، وأن يتقبل من حجاج بيت الله الحرام حجهم، وأن يعيدهم إلى أهاليهم سالمين.. كل عام وأنتم بخير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان قد اكد أن ما نشهده من نجاح متواصل في خدمة ضيوف الرحمن يأتي نتيجة لجهود الدولة المباركة في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وقاصديها، مؤكدا مواصلة بذل جميع الجهود لتوفير سبل الراحة لضيوف الرحمن.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن «ذلك جاء خلال استقبال ولي العهد السعودي للمهنئين بعيد الأضحى المبارك في الديوان الملكي بقصر منى وهم رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف وأصحاب السمو الملكي الأمراء ومفتي عام المملكة والعلماء والمشايخ وكبار المدعوين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والوزراء وقادة القطاعات العسكرية المشاركة في الحج».
وأعرب الأمير محمد بن سلمان عن تهنئته نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بعيد الأضحى المبارك.
وأشاد بالجهود المبذولة للعاملين في مختلف قطاعات الدولة والمتطوعين رجالا ونساء من جهود متواصلة في تنفيذ سياسة الدولة لتمكين الحجاج من إتمام مناسكهم في أمن وسكينة.
من جانبه، أشار مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية بالحج الفريق محمد البسامي في كلمة له للقطاعات العسكرية المشاركة في الحج إلى ما سخرته الدولة من إمكانياتها المادية ومن الطاقات البشرية وتجهيزات التقنية لخدمة ضيوف الرحمن وما أولته للحرم من رعاية.
وأعرب عن فخره واعتزازه بالمشاركين في تنفيذ خطط أمن الحج والذي يتجاوز عددهم 213 ألفا في القطاعات الأمنية.
وذكر أن ما تحقق من نجاحات لخطط أمن الحج حتى هذه اللحظة هو نتاج توجيهات القيادة السعودية بإعداد وتنفيذ خطط أمن الحج وتكامل الأدوار بين كل الجهات المشاركة حيث بنيت كل الخطط على مرتكزات دقيقة.
وأشاد بالدعم الذي حظيت به خطط أمن الحج والذي أسهم في ارتفاع أداء وتنظيم مؤشرات الحج والتي تهدف إلى رفع مستوى جودة الخدمات التي تم توفيرها لهم.
من جهته، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الحج والعمرة السعودية الدكتور غسان النويمي الجمعة أن نموذج إدارة الحشود السعودي حقق أعلى مستويات السلامة والانسيابية خلال الأيام 8 و9 و10 من ذي الحجة.
جاء ذلك في (الإحاطة الإعلامية لحج 1446 - 2025) الذي عقد بمركز العمليات الإعلامي الموحد للحج بوزارة الإعلام حيث أشار النويمي إلى ان نموذج إدارة الحشود هو صناعة سعودية ويعتبر أحد أكثر النماذج تعقيدا وتقدما حيث إنه يتولى إدارة أعداد ضخمة ومحددات بيئية وزمانية ومكانية ومع ذلك حقق أفضل النتائج.
وذكر ان جميع خطط التفويج وانتقال الحجاج بين المشاعر تم بانسيابية عالية وبإشراف فرق ميدانية مؤهلة وبالتنسيق مع شركاء المنظومة دون تسجيل أي ازدحامات أو اختناقات في الحركة.
وجدد تأكيد وزارة الحج والعمرة على أهمية الالتزام بجداول التفويج المعتمدة وعدم مخالفتها تحت أي ظرف والتزام الحجاج بالبقاء داخل المخيمات خلال ساعات النهار من الساعة 10 صباحا حتى الرابعة عصرا خلال أيام التشريق تفاديا للتعرض المباشر لأشعة الشمس.
من جهته، أوضح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال بن شلهوب أن قوات أمن الحج تواصل أداء مهامها لحماية ضيوف الرحمن وضمان سلامتهم خلال تأدية مناسكهم، داعيا الحجاج إلى مواصلة التزامهم بالتعليمات التي تنظم تحركاتهم خلال أيام التشريق خاصة ما يتعلق برمي الجمرات والطواف والسعي.
وحث شلهوب ضيوف الرحمن الذين ينوون التعجل بالمغادرة في ثاني أيام التشريق على البقاء في مخيماتهم إلى حين موعد المغادرة المحدد من قبل القائمين على خدمتهم.
بدوره، أشار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المهندس خالد آل طالع إلى الخدمات الصحية التي قدمت إلى الحجاج ومواكبتها لأفضل المعايير العالمية لتجعل من هذه الشعيرة الإيمانية تجربة صحية ميسرة.
ولفت آل طالع إلى الأثر الملموس لتطبيق الأنظمة التي وجد من أهمها (لا حج بلا تصريح) وتطبيق الاشتراطات الصحية ومنها مبدأ الاستطاعة الصحية إضافة إلى تفعيل خطط التفويج المدروسة على نجاح هذا الموسم من الحج.
في الاثناء، رمى حجاج بيت الله الحرام في ثاني أيام عيد الأضحى -أول أيام التشريق-، الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، تأسيا واتباعا بهدي النبي محمد -ژ-، وسط منظومة خدمية وأمنية متكاملة، وإجراءات تنظيمية دقيقة سهلت انسيابية حركة الحشود داخل منشأة الجمرات.
وجاءت عملية الرمي وفق خطة تفويج محكمة، نفذت بتعاون وتنسيق بين مختلف الجهات المعنية، وبمتابعة ميدانية فورية، أسهمت في تحقيق أعلى درجات السلامة والأمان للحجاج، وتمكينهم من أداء نسكهم في أجواء يسودها الطمأنينة والسكينة.
ويواصل الحجاج إقامتهم في مشعر منى خلال أيام التشريق، لإكمال نسكهم، مع جواز التعجل في ثانيها لمن أراد، امتثالا لقوله تعالى: (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى).